استأنفت القوات النظامية السورية امس غاراتها على مدينة تلبيسة في محافظة حمص (وسط) لليوم الثالث على التوالي، ما تسبب بمقتل امرأة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي اشار الى مقتل حوالي خمسين شخصا في قصف جوي على المدينة منذ الاثنين. وتحدث ناشطون في تلبيسة على صفحاتهم على موقع "فيسبوك" عن "مجزرة" نفذتها قوات النظام. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان افاد عن مقتل 25 شخصا في قصف جوي من قوات النظام الثلاثاء على المدينة الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وبين القتلى سبع نساء وطفل وقائد لواء إسلامي معارض ومقاتل. وقتل الاثنين 23 شخصا في قصف جوي مماثل على تلبيسة. وذكر ناشطون في تلبيسة على "فيسبوك" ان طائرات النظام القت امس براميل متفجرة على المدينة. واصدر مقاتلون داخل المدينة بيانا توعدوا فيه "بالثأر للشهداء"، مشيرين الى انهم قاموا "بامطار قرية الاشرفية" القريبة من تلبيسة والموالية للنظام بالقذائف. من جهة اخرى، نشرت هذه الصفحات نداء صادرا عن سكان المدينة وموجها الى "كل المنظمات الطبية والاغاثية"، وفيه "مشفى تلبيسة يدق ناقوس الخطر بعد العدد الكبير من الاصابات حيث استنزف كافة المخزون من المواد الطبية. اخوانكم في تلبيسة بحاجة كبيرة للادوات والمستلزمات الطبية". وتسيطر قوات النظام على مجمل محافظة حمص، باستثناء مدينتي تلبيسة والرستن اللتين تعتبران معقلين بارزين لمقاتلي المعارضة، وحي الوعر في مدينة حمص. كما يتواجد مقاتلو المعارضة في منطقتي الحولة والغنطو القريبتين من تلبيسة وبعض القرى المجاورة مثل ام شرشوح التي تشهد معارك عنيفة بينهم وبين قوات النظام. وذكر مصدر امني في دمشق ان الجيش اقدم على قصف تلبيسة "بسبب كثافة وجود المجموعات الارهابية فيها"، مؤكدا على "استهداف الارهابيين حيثما كانوا". في دمشق، قتل رجل واصيب آخرون بجروح في سقوط قذائف على حي المزرعة في وسط العاصمة، بحسب ما ذكر المرصد ووكالة الانباء السورية الرسمية "سانا". وطالت القذائف احياء اخرى. وكان مقاتلون في مدينة دوما شمال شرق العاصمة هددوا قبل ايام بتصعيد قصف العاصمة بقذائف الهاون. وتسبب سقوط القذائف الثلاثاء بمقتل شخصين احدهما طفل. من جهة اخرى، ارتفع عدد المقاتلين المعارضين الذين قتلوا بعد محاولتهم التسلل الى حي الميدان في جنوبدمشق الاثنين واشتبكوا مع قوات النظام الى 18، بحسب المرصد. واحبطت قوات النظام الهجوم على حاجز لها في المنطقة، بحسب ما ذكر ناشطون.واوضح المرصد ان جنديا من عناصر النظام قتل على الحاجز، ووقع اشتباك بين الطرفين الاثنين تمكن خلاله بعض عناصر المجموعة المهاجمة من الاختباء في مبنى في منطقة الزاهرة القديمة. وتجدد الاشتباك الثلاثاء بين هذه المجموعة وقوات النظام، فقتل عنصر آخر من قوات النظام، بينما ارتفع عدد قتلى المقاتلين الى 18. وحصلت معركة ضارية في دمشق في صيف 2012 تمكنت بعدها القوات النظامية من طرد مقاتلي المعارضة منها، لكنهم لا يزالون يحتفظون بمواقع عند اطراف دمشقالشرقيةوالجنوبية. ونادرا ما تحصل مواجهات في هذا العمق من العاصمة، كما حصل خلال اليومين الماضيين. في هذا الوقت، تستمر المعارك بين قوات النظام والمعارضة المسلحة في حي جوبر في شرق العاصمة، وفي الريف المتاخم جنوب شرق وجنوب غرب دمشق. وتترافق مع قصف مكثف جوي وصاروخي من قوات النظام. وقتل امس ستة اشخاص بينهم طفل جراء قصف للطيران الحربي على مناطق في دوما، وقتل طفل في قصف على سقبا شرق دمشق. في مدينة حلب (شمال)، القى الطيران المروحي برميلا متفجرا على منطقة قريبة من سوق الخضار في حي طريق الباب، ما تسبب بمقتل ستة اشخاص بينهم امرأة، بحسب المرصد.