بدأ مجلس النواب الأمريكي امس مناقشة مشروع قرار يعطي الرئيس باراك أوباما الموافقة على تسليح وتدريب المعارضين السوريين الذين يواجهون متشددي الدولة الإسلامية والحكومة السورية. وكشف أعضاء جمهوريون النقاب عن هذا الإجراء الذي صيغ من خلال معطيات قدمها البيت الأبيض من شأنه سرعة إعطاء تفويض يحتاج إليه أوباما لتجهيز وتدريب المعارضين السوريين المعتدلين. ولكن هذا الإجراء لا يتضمن تمويل هذه العملية. ويضع هذا الإجراء شروطا تتضمن منع استخدام القوات البرية الأمريكية ويستلزم أن تقدم الإدارة الأمريكية تقارير منتظمة بآخر المستجدات بشأن الخطة وتصنيفها للمعارضين الذين يتلقون تدريبا ومعدات. وهذه الخطة مكون رئيسي في حملة أوباما الرامية للتصدي لمتشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين سيطروا على مساحات واسعة من العراق وسورية حيث تشن الدولة الإسلامية والمعارضون المعتدلون حربا على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال هال روجرز وهو عضو جمهوري في مجلس النواب يرأس لجنة المخصصات "أعتقد أن اللغة الجديدة مناسبة. فهي تضع رقابة على الإدارة وتمنع إرسال أفراد مقاتلين على الأرض وتستلزم رقابة لصيقة من جانب الكونغرس على طول الخط." ووضع هذا الإجراء ليكون تعديلا على مسودة قرار يتعين على الكونغرس بمجلسيه الموافقة عليها لإبقاء الحكومة تعمل بعد انتهاء السنة المالية التي تنتهي في 30 سبتمبر/ أيلول. وقال معاونون جمهوريون في مجلس النواب إن التعديل سيتم الاقتراع عليه بصورة منفصلة اليوم الأربعاء على الأرجح قبل التصويت على النص النهائي لمشروع القرار الخاص بالإنفاق. وينتهي العمل بهذين الإجرائين في 11 ديسمبر كانون الأول وهو ما يستلزم تحركا آخر من جانب الكونغرس بعد انتخابات الكونغرس التي تجرى في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني. ولا يتضمن التعديل 500 مليون دولار طلبها البيت الأبيض لتغطية تكاليف السلاح والتدريب. وهذا التعديل ارفق باجراء تمويل فدرالي للعمليات حتى 11 كانون الاول/ ديسمبر. ومشروع القانون هذا يجب ان يقره الكونغرس قبل بدء سنة 2015 المالية في 1 تشرين الاول/ اكتوبر والا فان الحكومة ستواجه شللا. ويغادر اعضاء الكونغرس واشنطن في وقت لاحق هذا الاسبوع ولن يعودوا قبل 4 تشرين الثاني/ نوفمبر موعد انتخابات الكونغرس ما يترك وقتا محدودا لتمرير الخطة. ويتوقع ان يحصل تصويت الاربعاء. وفيما يحث البيت الابيض الكونغرس على التحرك يتردد الجمهوريون وبعض الديموقراطيين في اعطاء اوباما صلاحيات مطلقة للتحرك ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سورية وبالتالي فان التعديل الذي ادخله رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب باك ماكيون يفرض قيودا على الرئيس. ويتطلب ان تبقي الادارة الكونغرس على اطلاع عبر تقارير الى النواب واعضاء مجلس الشيوخ كل 90 يوما ويقول انه على البنتاغون ان يعطي مهلة 15 يوما قبل ان يبدأ اي تدريب لمسلحي المعارضة السورية. ويسمح فقط بتحرك حتى منتصف كانون الاول/ ديسمبر ويمنع اوباما من ارسال قوات اميركية مقاتلة. ويدعم قادة الكونغرس من الحزبين طلبه لموافقة سريعة باعتبار ان التفويض اساسي للتحرك بقوة ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي قام بقطع رأس اميركيين ويرتكب فظاعات في المناطق التي سيطر عليها في سورياوالعراق. وقال روجرز "هذا موضوع حساس جدا، واعتقد انه من مصلحتنا القومية ان يتحرك الكونغرس بسرعة لتامين هذه الصلاحية". واعلنت لجنة القوانين في وقت متاخر الاثنين ان اعضاء الكونغرس لديهم ست ساعات لمناقشة الاجراءات المتعلقة بسورية. وقال عضو الكونغرس بيتر كينغ "اعتقد انه سيكون هناك تعديل ينال غالبية كبرى" لكنه اقر بان الجمهوريين لديهم تحفظات حيال اعطاء اوباما صلاحيات حرب واسعة. واضاف كينغ "ان كان فرض قيود هو ما يلزم للحصول على تصويت واسع من الحزبين في الكونغرس، فلنقم بذلك لان المهم هو توجيه رسالة للعالم باننا متحدون". لكن الشكوك تبقى قائمة في صفوف المحافظين. وكتب عضو الكونغرس جاستن اماش على تويتر "لقد تحدثت مع الكثير من زملائي المحافظين، وهناك معارضة شبه شاملة لهذا التعديل لتسليح المعارضين السوريين المعتدلين". لكن نيتا لوي الديموقراطية في لجنة الاعتمادات حذرت من اي تاخير في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية. وقالت "الارضية السياسية في المنطقة معقدة ومتغيرة على الدوام، والفشل في التحرك الان ليس خيارا".