بدأت أمس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال ورشة العمل الإقليمية حول الهجرة الدولية والتنمية والتي تنظمها الجامعة العربية بالتعاون مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا) والمنظمة الدولية للهجرة، وتضم في عضويتها اثنتي عشرة منظمة دولية متخصصة. وأكدت مدير إدارة السياسات السكانية والمغتربين والهجرة بالجامعة العربية إيناس الفرجاني أهمية هذه الورشة التي تستمر اعمالها على مدى أربعة أيام حيث تهدف الى التنسيق بين الجهات المعنية بالهجرة الدولية في المنطقة، ومنع ازدواجية الجهود التي تبذلها هذه الجهات، وضمان وجود رسالة وإستراتيجية للهجرة في المنطقة العربية وفق منظومة متسقة. وقالت الفرجاني، في كلمة الجامعة العربية التي ألقتها أمام الجلسة الافتتاحية، إن مجموعة العمل تولي اهتماماً خاصاً ببرامج بناء قدرات المسؤولين وصانعي القرار في الدول العربية، لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة من الآثار الإنمائية للهجرة الدولية بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، وذلك من خلال تدريب المسؤولين في الدول العربية على كيفية الربط بين موضوعات الهجرة الدولية والتنمية وكيفية إشراك المغتربين في التنمية. وأكدت الفرجاني أن الربط بين الهجرة الدولية والتنمية أصبح ضرورياً حيث شهدت الفترة الأخيرة ازدياداً في نسبة الوعي بأهمية هذا الموضوع داعية إلى تضافر الجهود الدولية الساعية إلى تطوير المعرفة حول العلاقة بين الهجرة والتنمية، واستثمار هذه المعرفة في تطوير السياسات التنموية. ونبهت إلى أن الجامعة العربية تولي اهتماماً كبيراً بدور الكفاءات العربية المهاجرة في دفع عجلة التنمية في الوطن العربي من خلال إصدار العديد من القرارات التي تهدف لإزالة العوائق أمام جذب هذه الكفاءات لمساعدة أوطانهم الأم في جهود التنمية وذلك منذ عام 1974، وتزايد هذا الاهتمام في الفترة الأخيرة، حيث جاء في الإعلان وبرنامج العمل الصادرين عن القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي عقدت بالكويت عام 2009 بعض البنود المتعلقة بالهجرة ومتطلبات التعامل معها وتضمنت "الاهتمام بالكفاءات العربية المهاجرة خارج الوطن العربي، وتقوية صلتها بالوطن الأم، والعمل على توفير بيئة مناسبة لتوطين وإنتاج المعرفة بما يعزز الاستفادة من هذه الكفاءات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالدول العربية. وشددت على أن المنطقة العربية في أشد الحاجة إلى ربط قضايا الهجرة بالتنمية، وإلى التعرف على الأدوار المحتملة للجاليات المغتربة في التخطيط والممارسة من أجل التنمية، وخصوصاً بعد الثورات العربية. يشار إلى أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أجرى الأحد مباحثات مع ويليام لاسى سوينج مدير عام المنظمة الدولية للهجرة (IOM) تناولت قضايا الهجرة وانعكاساتها على التنمية في دول المنطقة وسبل التعاون بين الجامعة والمنظمة في هذا الشأن.