اختتمت في المنامة مساء أمس الأول ندوة "دروس من الماضي ورؤى المستقبل للشرق الأوسط في أعقاب عام 1914م" والتي استضافتها مملكة البحرين خلال الفترة من 10-11 من شهر سبتمبر الجاري والتي شارك فيها نخبة من الاكاديميين والمسؤولين الذين ناقشوا تطورات الاوضاع في المنطقة والمتغيرات التي حدثت بها على مدار المئة عام الماضية التي شكلت بداية الحرب العالمية الاولى وانعكاساتها السلبية والايجابية على كثير من دول المنطقة. موسى: دعاة الطائفية والعنف خلف ظهور «داعش» والممولون يساهمون في استمراريتها وشارك في اعمال الندوة صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى ورئيس وزراء ليبيا الأسبق محمود جبريل والوزير السابق للخارجية الأردنية عبدالإله الخطيب ووزيرة الدولة لشؤون الاعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة البحرينية سميرة إبراهيم بن رجب ومدير معهد السلام الدولي تيري رود لارسن ووكيل وزارة الخارجية البحرينية السفير عبدالله عبداللطيف عبدالله ونخبة من الدبلوماسيين. وخلال حفل الاستقبال القى صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية محاضرة عن تاريخ المنطقة وعن مدى التأثير الخطير لماضيها على حاضرها داعياً إلى اقتراح حلول مبتكرة من أجل تعزيز التعاون الإقليمي في خضم الأزمات الحالية والمراحل الانتقالية. ضيوف الندوة في صورة جماعية كما رحب تيري رود لارسن في كلمته بضيوف الندوة وتطرق إلى أصداء الحرب العالمية الأولى وتداعياتها على العالم المعاصر وما تمخض عن الحرب من اتفاق سايكس بيكو ومعاهدة سان ريمو مقارنة مع الأوضاع الراهنة في المنطقة وخاصة في العراق وسورية وظاهرة ما يسمى بالدولة الإسلامية وقال إن مهمة المجتمعين في الندوة مناقشة محورين الأول: التعلم من الحقائق التاريخية باستخدام الخبرات. والثاني: التركيز على النظر في الحلول الإبداعية المحتملة للمستقبل. وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في ختام الورشة أشاد لارسن باستضافة مملكة البحرين لفعاليات هذه الندوة المهمة في ظل المتغيرات والتحديات الراهنة مشيرا الى انه تم مؤخراً افتتاح المكتب الاقليمي للمعهد في المنامة الذي يقع مقره الرئيسي في نيويورك اضافة إلى فرعيه في كل من فينا والنمسا. وعن دلالة توقيت عقد الندوة أوضح لارسن ان العام الجاري يصادف الذكرى المئة للحرب العالمية الاولى مبيناً أن هناك عدة فعاليات ودراسات قدمت حول هذه الفترة وما تضمنتها خلال المئة العام لاسيما في الشرق الاوسط بالإضافة الى الاحداث التي يشهدها الشرق الاوسط وأوروبا إضافة إلى التطورات الحاصلة في اوكرانيا. وفي سؤال وجه للأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى حول تصريحات عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة وتأكيد جلالته على اهمية الدور المصري وانه اذا صحت مصر فالجسم العربي بخير سيما في ظل تهديدات تنظيم داعش أكد موسى ان مصر وغيرها من البلدان تعمل على مواجهة هذه الموجة الخطيرة ومنها الطائفية والارهاب مبينا أن ما يتعلق بتنظيم "داعش" فان الكثير من الامور سترتبط بنتائج اجتماع "جدة" الذي عُقِد يوم أمس الأول في جدة. وقال موسى إن "الدولة الإسلامية في العراق والشام" لا تعدو كونها ظاهرة ونتيجة سلبية لما يحدث في منطقة الهلال الخصيب حيث المشكلة الطائفية والتفرقة الدينية والعنصرية في العراق والتي ادت الى غضب كبير بين العراقيين مما تسبب في ظهور هذه التنظيمات داعيا الى عدم اختزال الامور في "داعش" فقط بل يجب البحث عن الاسباب التي ادت الى نشوء هذ التنظيم مؤكداً على ضرورة المصارحة. وفي إجابته على سؤال "الرياض" عمن يقف وراء استنساخ هذه الجماعات الارهابية قال موسى إنهم الممولون والمعاونون والأنصار، محملاً المسئولية لدعاة الطائفية والعنف إضافة إلى سياسة بعض الانظمة العربية وما يحدث في سورية مؤكداً أن كشف من يقف وراء تلك الجماعات هي مهمّة أجهزة المخابرات وليس المواطنين. وفي سؤال تم توجيهه الى وزير الخارجية الاردني الأسبق عبد الإله الخطيب حول وجود شبه ضغوط على الاردن للمشاركة في عمليات عسكرية ضد "داعش" قال جميعنا يشهد ما يحدث في المنطقة من فتنه وتفرقة واستغلال الطائفية مشدداً على أن جميع دول المنطقة من مصلحتها مواجهة هذه الطائفية ومحاولة التفرقة. وقال انه يجب كل حكومات المنطقة الدفاع عن المنطقة وشعوبها متمنياً تمكن الجهد العربي المشترك من القضاء على الاسباب التي تؤدي الى بروز هذه الجماعات والتي تستغل الاوضاع وتستغل هذه التفرقة وتستفيد منها.