في الطريق إلى الحب أرض مبللة بالفرح موال عراقي حزين طائرة تطارد الشمس غيمة ترتدي فستان الأمنيات ونجمة تتسكع فوق نهر العاصي أنفَلِتُ على سطح الورق فلا أتوخى الحذر في تسريب مشاعري، فلحظات السعادة أو لحظات الحزن بالنسبة لي تكون عملية عكسية للكتابة تصيبني بهستيريا البوح، وكل ما أكتبه يصبح بألوان صريحة، مثل اللوحة في عقل القارئ...أكتبكم في أوقات الفرح: بمداد الصدق في مشاعر أم وأب يبحثون عن تفاصيل الفرح في ملامح أطفالهم، عن صور الماضي وعربداته، عن مراجيح الأطفال، وعذوبة أحلام الصبايا، عن مدينة يسكنها العشاق، ومقهى لا يجمع إلا اثنين ووردة وكوب قهوة يشتعل بحرارة اللقاء، عن حلوى القطن التي تتعاظم كما أحلامنا وفجأة تهبط من علو، ماذا عساي أن أكتب في لحظات فرحي: عن مشاعر لا تقبل التأويل، عن الاختلال في نص الحياة، عن أوراق صحفنا البيضاء والسوداء، عن يمامة في الجوار تكتب قصيدة عن الحرية، عن أطفال الشام وأيامهم المليئة بالدم، عني التي تغيرت كثيراً وماعدت أرتمي على سريري، لأبكي رجلاً غادرني بهمس، عن العصافير التي لازالت تشرب الماء عند نوافذ بيتي، عن نساء يتجملن لاستقبال رجالهن وقلوبهن مجروحة، عن صداقات لا تنجب إلا الخيبات، عن فيلسوف هجر وقاره وسار مع القطيع، عن الذين رحلوا بلا إشارة للوداع ولم يعودوا حتى الآن. فعندما يضيق الواقع بالأحلام حتماً سنتمدد على قارعة طريق الحزن لننشد أبيات المتنبي وامرئ القيس، وعندما تشقى بمن حولك ستعيش خيبات كثيرة متوالية ولن تستطيع أن تعيش أفراحك أو أحزانك بشكل كافٍ فتدجن الحياة وتربطها في خاصرة القدر. فالإنسان الذي ملّ من صخب الحياة والحضارة المتخبطة في هرولتها، حتما سيعود إلى ريفه الروحي حيث نقاء الروح والحقيقة المجردة. وحده الطفل بداخلنا الذي أسرته سلاسل تربية العائلة وأفكار لرجال دين، هو القادر على الانفلات من كل ماحوله واستنشاق عبق الحرية.