رولان بارت ناقد وفيلسوف فرنسي ومنظر اجتماعي خطفته الفوتوغرافيا من السينما والأدب بعد أن وقعت عيناه على صورة جيروم وهو الأخ الأصغر للقائد نابليون ؛ حيث تأمل رولان بارت في وجه جيروم ثم قال :"إنني أرى العينين اللتين شاهدتا الإمبراطورية ". ومنذ تلك اللحظة قرر بارت أن يحب الفوتوغرافيا" ويطلق سلسلة أبحاثه ورؤيته الفلسفية في الصورة الفوتوغرافية عبر المقالات ومؤلفات الكتب والابحاث الفوتوغرافية. كان لبارت عظيم الرسائل في علم الفوتوغرافيا ودراسات حديثة وممن تحدث به رولان بارت عبر دراساته كان عن تأثير الصورة للمتلقي ؛ وذكر هذا في كتابه " العلبة النيّرة " عن تأثيرين للصورة الفوتوغرافية . التأثير الأول يسميه studium ، وهو تقريباً الإنجذاب النفسي السريع نحو الصورة .والثاني يسميه punctum وهو الوخز الذي تقوم به الصورة للمتلقي وتتركه في حالة ذبذبة . وجعل هذين العنصرين أساساً لحكمه على الصور الفوتوغرافية .. يذكر أيضاً أنّك قد تعجب ببعض الصور ، لكنّك لا تحبها وهذا يعتمد بشكل أساسي على مدى سطحية رسالتها أو قدرتها على الوخز .. ويضيف رولان بارت في إحدى دراساته أن هناك ستة عناصر أساسية تؤثر في إنتاج وتعميق المعاني الإيحائية في الصورة الفوتوغرافية بشكل عام وهي: التأثيرات الخادعة (effects trick) ووضعية الصورة (Pose) والموضوع (object) وجاذبية الموضوع للتصوير (photogene) والجمالية (aestheticsim) والتركيب (syntax). رولان بارت الناقد الفرنسي المتوفي 1980م له سيرة عطرة من لذة النص إلى لذة الصورة الفوتوغرافية ويعتبر خير من مثل اتجاه الصورة لأبحاثه الفلسفية وهو من السباقين إلى دراسة الصورة دراسة لسانية وسيميولوجية منذ عام 1964م وقد ربط الصورة بوظيفتها التصويرية والتمثيلية للعالم بمعنى أن الصورة أيقون تماثلي للعالم المحاكى .ومن إسهامات رولان بارت الفوتوغرافية كتاب (الغرفة المضيئة تأملات في الفوتوغرافيا) وقد تُرجم هذا الكتاب إلى العربية. بدأ هذا الكتاب بتحليل مجموعة من الصور تحليلا دقيقا وبدأ طرح تساؤلات عن ماهية هذا الفن والملامح التي تميز الصور التي تحمل كما يقول " مرجعها معها " كما تطمح في المكانة التي تجعلها " علامة مما يسمح لها بالوصول إلى مكانة اللغة. وناقش بارت بعض المصطلحات استجابة لما تطرحه الصورة من تساؤلات ومنها "طابع الإدراك الكلي" و"تفرد اللحظة " التي تقتنصها الصورة ملاحظا ان الصورة في الفوتوغرافيا يمكن ان تكون موضوعا لثلاث ممارسات او ثلاثة انفعالات وهي أن تفعل .. أن تتحمل .. أن تتطلع ! والمصور هو الفاعل ؛ والمشاهد هم نحن جميعا. ويحكم رولان بارت علي قيمة الصورة من مناهج (الفينومينيولوجيا / الظاهراتية ) ، ويتعرض كذلك إلى تحليل صور التحقيقات الصحفية التي يعتبرها صورا فوتوغرافية أحادية تحول الواقع بواسطة التفخيم إلى صورة أخرى متولدة عنه ومشابهة له معتبرا أنها صور خالية من الثنائية . ماذكر لمحة بسيطة عن بعض دراسات الناقد والفيلسوف الفرنسي رولان بارت في الجانب الضوئي يحتاج أن تفرد له الصفحات ورفوف المكتبات العربية لتنمية العقل العربي في علم الفوتوغرافيا.