انطلق الموسم الرياضي الجديد بإعلان الاتحاد السعودي لكرة القدم حظر التدخين في مدرجات الملاعب، وحسب ما ورد في بيان الاتحاد "بناءً على توجيه الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد فقد تقرر واعتباراً من الموسم الرياضي الجديد 2014 / 2015، منع التدخين نهائياً في مدرجات الملاعب الرياضية السعودية وفي كافة المسابقات. ويأتي ذلك حفاظاً على سلامة مرتادي الملاعب وصحتهم والحد من ظاهرة التدخين وخلق بيئة صحية مناسبة لممارسة الرياضة داخل الملاعب". وأشار اتحاد القدم إلى أنه سيتم إصدار نظام خاص بالعقوبات التي ستتخذ بحق المتجاوزين غير المتجاوبين مع القرار، وأرى ان هذا القرار الرائع بكل ما تعنيه الكلمة هو نقلة رائعة لربط الرياضة بالصحة، ودور المؤسسات الرياضية في الحفاظ على صحتنا وجعلها بيئة آمنة صحياً، وكم كنت أتمنى وغيري تطبيق النظام بكل جدية وصرامة بحق التدخين والمدخنين. وسبق أن تناولت أكثر من مرة وغيري أيضاً، هذا الموضوع الذي أرقنا ويؤرقنا في كل مكان، والذي يُعد مدخلاً مؤلماً للكثير من الأمراض الفتاكة والمزعجة، ولعل الملاعب التي تحتضن الشريحة الكبرى من الشباب وصغار السن هي المكان الأنسب لإطلاق مثل تلك القرارات التي ستنعكس إيجاباً وبكل تأكيد على المجتمع، فالسماح بالتدخين مع الضغط الذي يشعر به بعض المشجعين أثناء حضورهم ولساعات في الملاعب تجعله عرضة لأن يكثف ويزيد من هجومه على علبة السجائر بلا تفكير بخطورة الأمر، لكن عندما يُدرك أن تم اتخاذ قرار المنع، وأن المحاسبة ستطاله إن هو أشعل سيجارة، عندها ستكون لديه فرصة سانحة وكبيرة لهجرانه بإذن الله وتركة للأبد، لأن وهم التنفيس من خلال التدخين يكون هو الملازم لهم خاصة منهم في سن الشباب. وفي دراسة حديثة أشارت إلى أنه على عكس ما يدعيه المدخنون أنهم يشعرون بالاسترخاء وينعمون بحالة مزاجية جيدة بفضل التدخين، أكد علماء جامعة برمنجهام البريطانية أن هذا الاعتقاد خاطئ تماماً، وذلك خلال التقويم التحليلي الذي أجروه على بيانات 26 دراسة سابقة بهذا الصدد. وخلال هذا التقويم حلل العلماء بيانات نحو 5000 شخص مدخن، تم جمعها في 26 دراسة. وقد تبين من ذلك أن 40% من المدخنين كانوا يعانون اضطراب القلق. وقد ازدادت نسبة شفاء الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين خلال علاج هذا الاضطراب على نحو أكبر من غيرهم الذين واصلوا التدخين، وذكرت دراسة أن نحو ستة ملايين شخص يموتون سنوياً بسبب تدخين السجائر، وتقول منظمة الصحة العالمية إن 600 ألف آخرين يموتون سنوياً نتيجة التعرض لدخان سجائر الآخرين أو ما يطلق عليه التدخين السلبي. إذاً يجب أن نحيي هذا القرار المميز، فإننا نسعد بالخطوة التي تم اتخاذها، وان تدخل حيز التطبيق الفعلي حفاظاً على صحة شبابنا وحماية لهم، من تبعات هذه العادة. أخيراً موسم رياضي جديد موفق بإذن الله للجميع، بعيداً عن التعصب، والإثارة غير الرياضية وبدون دُخان.