أثنت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين "نقاء" على تجاوب الرئيس العام الرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد إزاء المقترح الذي تقدمت به حول تخصيص أماكن للمدخنين في مدرجات ملاعب كرة القدم. وقال الأمين العام للجمعية سليمان الصبي ل "دنيا الرياضة" إن توجيه الرئيس العام لرعاية الشباب للأمانة العامة للاتحاد السعودي لكرة القدم لأخذ المرئيات حيال المقترح ومدى إمكانية تطبيقه يعد خطوة جادة وتجاوبا عاجلا من الرئاسة لمعالجة هذه القضية، مبدياً استعداد جمعيته لتقديم كل التعاون في هذا الإطار من خلال فروع الجمعية المختلفة عبر تقديم رسائل توعوية واقامة محاضرات وندوات وبرامج بالأندية وبيوت الشباب. وكانت "دنيا الرياضة" قد فتحت الباب لتداول قضية التدخين في المدرجات من خلال تقرير نشرته في ديسمبر الماضي بعنوان " التدخين في المدرجات.. القرار المسكوت عنه في رعاية الشباب"، حيث وجد التقرير أصداء كبيرة. ونوه الصبي بدور "الرياض" وطرحها للقضية، لافتاً إلى أهمية تضافر جهود كافة المؤسسات الحكومية والإعلامية والخيرية في سبيل التصدي لكل ما يتهدد المجتمع ومنها آفة التدخين. وتوقع الصبي ان يزداد عدد الجماهير بالملاعب اثناء المباريات في حال قيام الرئاسة بتخصيص أماكن للمدخنين مشيرا الى ان هناك آلاف المشجعين يمتنعون عن دخول الملاعب بسبب تفشي التدخين وسط المدرجات. ودعا الأمين العام لجمعية "نقاء" الي إجراء دراسة عن المردود المالي الذي يمكن ان يحدثه قرار تخصيص أماكن للمدخنين بالملاعب، مشيراً في الوقت نفسه الي ان الجمعية تعتزم خلال الشهر المقبل إقامة بطولة في كرة القدم بين فرق الجاليات المقيمة بالرياض وقد خاطبت الرئاسة بخصوص تهيئة احد ملاعبها بالرياض لإقامة هذه المنافسة التي تهدف بشكل أساسي للتوعية بأضرار التدخين وخصوصا على الرياضيين. وحذر الصبي من مخاطر التدخين السلبي في ظل تزاحم المشجعين في مدرجات الملاعب ، مشدداً على ان من حق أي مشجع ان يستنشق هواء نقيا بعيدا عن سموم التبغ. وقال:" :المشجعون غير المدخنين يتعرضون بشكل دوري للغازات والمواد السامة المنبعثة من تدخين السجائر من المشجعين المدخنين والذي يتضح إقبالهم علي التدخين بشراهة أثناء مشاهدتهم للمباريات، وهو ما يزيد القضية تعقيداً". وأضاف: "إن تواجد المدخنين وغير المدخنين في مدرج واحد يسبب مشكلة صحية كبري لا ينتبه الكثيرون لأبعادها الصحية، خصوصا على غير المدخنين؛ لأن التدخين السلبي يمثل احد أهم أسباب الإصابة بالأمراض الخطيرة كأمراض السرطان والقلب والرئة وكذلك الجلطات، إذ تؤكد الدراسات أن المدخنين يستنشقون 15 % فقط من دخان السجائر، فيما ينتشر 85 % من الدخان المتصاعد في الجو ما يهدد حياة غير المدخنين". ودعا الصبي غير المدخنين في الملاعب الرياضية وغيرها للمطالبة بألا تنتهك حقوقهم في التمتع بهواء نظيف، وذلك عبر سن تشريعات في هذا الشأن. وقال: "على غير المدخنين أن يفيقوا من غيبوبتهم وألا يظلوا سلبيين إزاء قضية التدخين، وإذا كان المدخن يرى بل يصر على حقه في أن يدخن إيماناً منه بحريته الشخصية فعليه أن يمارس عملية التدخين بعيداً عن أماكن التجمعات حتى لا ينتهك حقوق الآخرين في التمتع بهواء نظيف، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم أنه "لا ضرر ولا ضرار". وأشار الصبي إلى أن لرئيس المؤسسة الألمانية لأمراض الرئة جيرهارد شبريخت عبارة شهيرة يقول فيها "لا يمكن أبدا المزج بين التبغ والرياضة، لافتاً إلى ان التدخين كان محظوراً في الملاعب خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، كما أن منظمي كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا قد أعلنوا أنهم سيحظرون التدخين في الملاعب.