أصبح مصطلح "الإدارة بالمشاركة" من المصطلحات شائعة الاستخدام بكثرة هذه الأيام في مجال علم الإدارة الذي يشهد في عصر العولمة تطورات متلاحقة للبحث في كيفية ابتكار أنماط جديدة للتعاون الخلاّق بين الإدارة والعاملين، وأصبح على القائد الإداري القديم أن يستمع بإمعان إلى الموظفين الجدد الذين التحقوا بالخدمة مؤخراً بالمؤسسة أو المنظمة، فهم بلا شك يمتلكون قدرات ومهارات متعددة. والإدارة بالمشاركة تعني أن يكون للموظفين - ليس فقط المديرين والقادة - تأثير على القرارات الحاسمة للمنظمة، وبالتالي يمكن القول إن الإدارة بالمشاركة ليست مشابهة للإدارة المجتمعية أو التعاونية حيث لكل الموظفين نفس الوزن في عملية صنع القرار بأغلبية التصويت أو بالموافقة على ما يصدر من قرارات. ففي الإدارة القائمة على المشاركة نرى المديرين لديهم المسؤولية النهائية في اتخاذ القرارات، ولكن الموظفين الذين يتأثرون بالقرارات يقدمون الملاحظات والتحليل والاقتراحات والتوصيات في عملية تنفيذ هذه القرارات. لقد أصبح واقع الأمر يقول: أيها المدير سوف تؤدي منظمتك رسالتها بشكل أفضل إذا كان الموظفون – والجدد منهم خاصة - أكثر ولاءً، وسيشعرون بالحاجة لهم، سيشعرون بالاحترام، وسيدركون أن رأيهم مهم، خاصة إذا كان المدير أو القائد قديماً نسبياً في موقعه، ويحتاج إلى الدماء الجديدة الشابة التي يمكن ضخّها في شرايين المنظمة، فتستعيد حيويتها، وتلتمس إسهاماتهم في صنع القرارات التي غالباً ما ستكون أفضل عندما تمتلك المنظمة قدراً أكبر من المعرفة والمعلومات والخبرات المتجددة بغض النظر عن خبرة وحكمة وحنكة الرئيس؛ فإن خبرته لا تكون بقدر خبرة مجموع جميع موظفيه لذا فإن (الثقة في العناصر الشابة) تعد بمثابة عنصر مهم في القيادة، ومن المؤكد أنها تحصد الكثير من المنافع. ومن خلال ماسبق ذكره من فوائد أثر استخدام العقول الشابة يمكننا مُخاطبة المدير بالقول: إذا اخترت "تخطيط وتنفيذ برنامج" لزيادة مشاركة الموظفين في صُنع القرار، وحظيت بتشجيع لقيامك بذلك؛ فإنه يمكنك استنباط طرق كثيرة لجعل المنظمة تلجأ لمشاركة أكثر وعمل أكثر وإبداع أكثر ! ومما لاشك وفق ماتقدّم "أن من أهم الخطوات الواجب على المدير تنفيذها على الفور؛ إعداد اجتماعات إدارية روتينية ومنتظمة، وأن يقوم بإعداد دورات استثنائية تسمح بتشجيع مساهمات الموظفين، واستخدام أوصاف العمل، بما يؤدي إلى تنشيط البرنامج الخاص بالمنظمة في زيادة مشاركة الموظفين، وترتيب جلسات المراجعات السنوية للحصول على مساهماتهم لوضع خطط العمل السنوية، وتحقيق مستهدفات الخطة السنوية أو الخمسية للمنظمة. وعلى ضوء هذا يصبح شعار المنظمة: "الإدارة مهمة جداً بحيث لا تُترك فقط للمديرين"، وعندما يلاحظ زوار مكتب المدير هذا الشعار أو يسألون عنه سينتهز المدير الفرصة لشرح قيمة مساهمات الموظفين في عملية صنع القرارات الإدارية، والمشاركة في وضع الخطط الإستراتيجية للمنظمة. وأخيراً.. يمكن أن تحسِّن الإدارة القائمة على المشاركة من فعالية وقدرة المنظمة، وذلك من خلال تفعيل وتنشيط قدرتها التنظيمية، وهي تسهم إلى حد كبير في صنع القيادة الجيدة في الإدارة، كما تسهم في زيادة الشفافية في اتخاذ القرارات التنظيمية. ومن بين هذه الشعارات التي توجه المدير إلى الإدارة الجيدة؛ عبارة: (لا تعمل بجد فقط بل احصل على نتائج)، وهذه هي إستراتيجية المديرين الجيدين، فإذا كان شخص ما يعمل بجد لا يعني بأنه يدير! كما ستصبح الممتلكات القيّمة للمدير هي فقط الموظفين، فإذا كان أولئك الموظفون مُخلصين ومستعدين للعمل وإعطاء جهد إضافي؛ وإذا كانوا يثقون بقادتهم ومعرفة أنهم بأيد أمينة؛ يكون الناتج بالتالي هو أن "قدرة هذه المنظمة ستكون أعلى بكثير"، وكلما تمكَّن المدير من تفويض صلاحيات صنع القرار لبعض المرؤوسين، وتمكين بعضهم الآخر؛ كلما ""كبر ولاء وثقة الموظفين بهذا المدير وهذه المنظمة"، وكلما كانت المنظمة فعالة أكثر كلما زاد نجاح المدير أكثر وأكثر.