تتميز المجتمعات المسلمة وأخص منها السعودية بالتكاتف والتكافل الاجتماعي، يتأتى كل ذلك من منطلق ديني أولا، ومن ثم البحث عن اكتساب الأجر، وانتهاء بتركيبة المجتمع وأخلاقه وقيمه ومبادئه وأعرافه القائمة، والتي تحث على المساهمة في خدمة الإنسان المحتاج في المجتمع بغض النظر عن جنسه وجنسيته وعرقه وتوجهه الفكري والمذهبي، وهذا بلا شك ميزة وأمر محمود ولكن أن تنعكس هذه الطيبة سلباً على الوطن بشكل عام فيجب أن نحد من هذه التصرفات ولو كانت إيجابية في المجمل والعموم. ومن ذلك عمال النظافة الذين قدموا إلى الوطن وفق عقد مبرم مع شركات بمبالغ طائلة تقوم بعمل نظافه البلد، وأثناء عملهم في الشوارع والطرقات نرى تعاطف المواطنين معهم، والتعامل معهم جاء على وجهين، وكلاهما مرفوضان؛ لما يؤديان إليه من نتائج سلبية على الوطن. الوجه الاول: من يقوم بإكرام العامل وإهدائه، ومن ثم (صورني) ونشرها بمواقع التواصل الاجتماعي مدعياً المثالية في التعامل واحترام عامل النظافة وهذا فيه إهانه لهذا الانسان وارتقاء وطلب للشهرة على حساب كرامته، هنا يجب أن تكون هناك حملة توعوية بأهمية هذه العنصر (عمال النظافة) بأن يكون السلوك المعتاد معهم هو الاحترام بعيداً عن الفلاشات. الوجه الثاني: من يكون بحسن نية ولأجل عمل خيري يريد الإحسان لهذا العامل ويعطيه شيئا من النقود أو الأكل أو الماء أو غير ذلك، وقد لاحظت ذلك لدينا في مدينة الرياض، لقد ترك العمّال الأمكنة التي تحتاج للنظافة وتواجدوا أمام السيارات والتجمعات ليتسول بطريقة غير مباشرة ويستعطف المارة، وهذا بلا شك منظر غير حضاري ونتائجه سلبية على المجتمع ونظافه البلد. ومن وجهه نظري المتواضعة ان احترام هذا العنصر المهم - عامل النظافة - والذي لا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال يكون في الاهتمام الشخصي بنظافة الأمكنة العامة التي نتواجد فيها، وعدم ترك المخلفات واستغلال هذا العامل بالقيام بأعمال شخصية في المتنزهات أو غيرها واحترام كيانه كإنسان له كرامته وأهميته في المجتمع بالسلام والابتسامة، يجب على الشركات المشغلة للنظافة احترام هذا العامل والإيمان بأهميته والتعامل معه بإنسانية، وليس استثمارا بشريا بإعطائهم أكثر من حقوقهم المادية ومراقبة الأداء لكي يكون عاملا للنظافة وليس متسولا.. وفي الأخير أتمنى أن نقرأ هذا الطرح بالعقل وليس بالعاطفة، حفظ الله وطني ومواطنيه الكرام.