أكدت شركة فرنسية لإنتاج القلب الصناعي الاثنين انها قامت بتركيب جهاز جديد لمريض ثان كما انها ستواصل تجاربها الاكلينيكية على مريضين آخرين. والقلب الصناعي الجديد -الذي يضاهي الوظيفة الطبيعية للقلب البشري بالاستعانة بمواد بيولوجية واجهزة استشعار- ليس مصمما كي يكون مرحلة انتقالية لعملية زرع قلب لكنه جهاز مستديم يسهم في محاولة إطالة أجل المرضى الميؤوس من شفائهم ممن فقدوا الأمل في زرع قلب طبيعي إما لكبر سنهم وإما لندرة المتبرعين. وتعتبر التجربة الاكلينيكية ناجحة اذا ظل من زرع له قلب صناعي من انتاج الشركة على قيد الحياة شهرا على الاقل. ويعاني المرضى الذين اختيروا لتركيب القلب الصناعي من فشل كلي في وظائف القلب -أي عندما يعجز القلب المريض عن ضخ ما يكفي من الدم لتأمين احتياجات الجسم- كما ان فرصة بقائهم على قيد الحياة لا تتعدى بضعة اسابيع او ايام. وقالت الشركة المصنعة للقلب إنها لا تعتزم نشر اي معلومات عن نتائج دراسة الجدوى الحالية لحين استكمالها. وقالت الشركة إنه اذا كانت نتائج فحوص السلامة الاولى ايجابية فانها ستقوم بتركيب قلب صناعي لنحو عشرين مريضا يعانون من حالات أقل حدة لقصور وظائف القلب. وكانت الشركة أوقفت إدراج اسماء جديدة من المرضى على قوائم العلاج في مارس آذار الماضي بعد وفاة أول شخص يجري له تركيب قلب صناعي من انتاج الشركة بعد شهرين ونصف الشهر من العملية وهو رجل عمره 76 عاما. ويزن القلب الصناعي الجديد نحو 900 جرام أي ما يعادل متوسط وزن القلب البشري السليم . ويضاهي القلب الصناعي مثيله الطبيعي في عملية انقباض عضلة القلب ويحتوي على اجهزة استشعار تتحكم في تدفق الدم حسب حركة المريض. ويستمد القلب الصناعي طاقته من بطاريات ليثيوم-ايون يتم تركيبها خارج الجسم. أما اسطح الجدران الداخلية للقلب الصناعي فيدخل في تركيبها أنسجة مأخوذة من الأبقار بدلا من المواد التخليقية كاللدائن التي تتسبب في حدوث الجلطات. وتأمل الفرق الطبية التي تشرف على زراعة هذا القلب في أن يشكل مرحلة هامة من مراحل التطور العلمي والتكنولوجي الذي يسمح على المدى المتوسط باستحداث قلوب اصطناعية قادرة على تعويض القلوب الطبيعية غير القادرة على أداء وظائفها الأساسية.