إن الحوادث التي تحدث بشكل دوري سنوياً لا تجعلنا نعتاد عليها، بل تجبرنا على مكافحتها قبل حدوثها، لكن الغريب اصرار البعض (المطاعم) على عدم التطور والوقاية من حالات التسمم التي ربما أصبحت شيئاً معتاداً، ولنكن أكثر واقعية ان مهما كان مستوى المطعم وبروزه الا انه مهيأ بأن يكون مصدراً للتسمم الغذائي، لأن الموضوع يتعلق بالاشتراطات الصحية للمنشأة والعامل والمواد الغذائية فلابد من أخذ الحيطة والحذر. ومن أشهر البرامج الوقائية التي نتمنى أن نراها تطبق بشكل كبير هو برنامج الهاسب Haccp والذي يعرف على انه نظام معرفة النقاط الحرجة في المادة الغذائية ووضع مجموعة من الاجراءات الوقائية لحماية الغذاء من المخاطر في كل مرحلة من مراحل تقديم الطعام، أي بمعنى عندما نعلم أن المادة الغذائية قد تتكون عند درجة معينة فإننا ننقص من احتمالية التلوث بتفادي تلك الدرجة وهذا النظام يمر في كل مرحلة من مراحل تقديم الغذاء من استلام المادة الغذائية حتى وصولها إلى المستهلك. وهناك عدة مراحل لتجهيز الغذاء ابتداءً من استلام المادة الغذائية وفحصها والتأكد من سلامتها ثم عملية التخزين والتي لابد ان تكون تحت ظروف ملائمة للمادة الغذائية إلى اعداد وتجهيز الطعام وطبخه على درجة حرارة عالية لا تقل عن 70م لضمان القضاء على البكتريا الممرضة ومن ثم تقدم الوجبة الغذائية مع التركيز على النظافة العامة للاواني المستخدمة والاشخاص العاملين في تقديم الطعام، وتناول الطعام الساخن ساخناً والبارد بارداً، وعند التفكير في حفظ الطعام فيجب مراعاة الحفظ على درجة حرارة مناسبة، وذلك تفادياً لنمو الميكروبات المسببة للامراض. هناك عامل رئيسي في جميع خطوات تحضير واعداد الوجبة وهي الأيدي العاملة لانه قد يهدم العامل جميع الاجراءات اللازمة لمنع التسمم، لذا لابد من الحزم والصرامة مع الأيدي العاملة حيث يجب أن يكون هناك بطاقة صحية وأخذ عينات عشوائية في فترات متباينة ومنع أي عامل يظهر عليه بعض الاعراض المرضية مثل السعال والاهتمام بالنظافة الشخصية مثل تقليم الاظافر وقص الشعر وارتداء ملابس نظيفة. دائماً ما تكون المشكلة في صاحب المطعم والعاملين عليه عندما يكون التفكير محصوراً في العائد المادي وبالتالي اهمال الاشتراطات الصحية، ورغم أننا نحكي الحكاية قبل حدوثها أتمنى أنها لا تكون واقعية. ٭ اخصائي تغذية