في الغرب كل شيء خاضع للدراسة العلمية.. كل شيء حتى (اللاشيء) أخضعوه لمجهرهم العلمي الخاص وبات فيما بعد مصطلحا علميا مهماً في علم الفيزياء. وينبع هذا الاهتمام لديهم من حقيقة أن العلم لا تحده حدود وينبغي ألا يتخذ لنفسه طابعا فوقيا متعاليا وأنه على من ينتمي إلى العلم ألا يقابل الظواهر بالازدراء إذْ كان شأن العلم سابقا نزوعه إلى قضايا جادة تتساوق مع الجمود الأكاديمي وألا يتجاوز أسوار الجامعة. ترسخت هذه الرؤية بداية مع "الفيزياء الكلاسيكية" التي طرحت مفهوم "الحتمية الكونية" وتعني عمومية القوانين في الطبيعة وثباتها ولا وجود للمصادفة والعشوائية وكل ظاهرة من الظواهر يحكمها نظام. ما يعني أن أي ظاهرة مهما بدت مجرد اختيارات عشوائية وتجليا عفويا يمكن دراستها واستخلاص القوانين منها ثم أخذ العلم على عاتقه دراسة الظواهر الأكثر التصاقا بالمجتمع كعادات الشعوب البدائية وتقاليدها واللهجات المحلية. وبلغ العلم حدا أن خصص فرعا علميا لدراسة النكتة تحت عنوان (لسانيات النكتة linguistics humor ) ومن هذه الظواهر التي سعى لدراستها: ظاهرة الجمال. ما الجمال؟ أن نسعى لتعريف الجمال يشبه بقدر مماثل أن نسعى للإمساك بالهواء إذ يعد مفهوما هلاميا ضبابيا يُعرف ولا يُعرّف وأكثر ما يصدق ذلك على الجمال المعنوي فما يبدو من الأخلاق والأفكار جميلا في نظر شخص هو بمنتهى القبح في نظر آخر. دُرس الجمال في أول أمره على يد الفلسفة التي حصرت تعريف الجمال في المعنوي منه أما الجمال الحسي فكان في مرتبة أدنى. ولذلك كان من العسير التحقق تجريبيا من مفهوم الجمال حتى جاء الرسام والرياضي "ليوناردو دافنشي " الذي رأى أنه من الأهمية توجيه البحث في الجمال إلى الحسي منه مستعينا بالرياضيات لتحديد الجمال بدقة. الرياضيات ملكة العلوم ما الذي تملكه الرياضيات لتقدمه للجمال؟ في الواقع فإن لديها الكثير لتقدمه. الآن أصبح بمقدور الرياضيات أن تصوغ معادلات رياضية عن الجمال والقبح. إن الرياضيات كعلم منضبط يسهل مهمة العلوم في صياغة قواعد ثابتة للظواهر وفي هذا السياق يقول "بول إيردوس" ساخرا: " العالم الرياضي ماكينة تحول القهوة إلى نظريات". النسبة الذهبية وجد دافنشي أن الجمال الحسي يعتمد في المقام الأول على مفهوم رياضي ألا وهو التناسق؛ فنحن على الأرجح نظهر إعجابا لوجه ما إذا كان مظهره متناسبا وبناء على ذلك طرح نظرية "النسبة الذهبية" يمثلها الثابت الرياضي: 1.618 وهو مقياس لكل ماهو جميل وجذاب في الإنسان والحيوان والجمادات. تعتمد النسبة الذهبية على تناسب بين المسافات وبمعنى أكثر دقة " تناسب المسافات بين قيمتين عدديتين تحققان تلك النسبة.. أن تكون نسبة الطول كاملاً للجزء الكبير منه، مثل نسبة الجزء الكبير للصغير، فلو افترضنا أن لدينا سلكا بطول معين وتم تقسيمه لجزأين بنسبة 1:2 فنسبة الطول الكلي للسلك إلى الجزء الأكبر منه: نسبة الجزء الأكبر الى الجزء الأصغر" وقد اعتمد دافنشي على النسبة الذهبية في رسمه للوحته الشهيرة "موناليزا" ولوحته" العشاء الأخير". ولمعرفة المزيد عن النسبة الذهبية فما عليك إلا أن تكتب في محركات البحث : "النسبة الذهبية .. السر الدائم لعلم الجمال ومقياس الإبداع". قناع الجمال "ستيفن ماركوارت" مختص في جراحة الفم والوجه والفكين ومهتم ب"جمال الإنسان" قام ماركوارت بإجراء دراسات معمقة عن الوجه البشري من العصور القديمة إلى العصر الحديث وانتهى بالاعتماد على النسبة الذهبية إلى ابتكار قناع بشري للجمال؛ فمقاسات طول الأنف وموضع العينين وطول الذقن كلها تتفق في بعض جوانبها مع النسبة الذهبية. تم استخدام القناع لاختبار مشاهير السينما ووجد أن هناك وجوها سينمائية ينطبق عليها القناع ويتناسب معها ك"مارلين مونرو" و"جيسيكا سمبسون" وغيرهما الكثير من المشاهير. قناع الجمال متطابقًا مع ملامح الفنانة الأمريكية «مارلين مونرو» ستيفن ماركوارت