هذا الرقم نشر بالأمس بصحيفتنا هنا، وهو يمثل قيمة التداول للأسهم السعودية لشهر اغسطس الماضي، هذا يعني أن المعدل اليومي "بعد خصم الإجازة الأسبوعية" أنه يقارب 9,9 مليارات يوميا، اي كل نصف ساعة ما يقارب 1,102 مليار. ماذا تعني هذه الأرقام فهي لا يجب أن تمر بدون قراءة وتحليل وفحص وتدقيق، ولكن أقدم جزءا من القراءه لها، وأولها "جاذبية" السوق، فالسوق حين يتداول بهذا الزخم "المالي" والتداول العالي يضعها الأفضل بالمنطقة، فهي سوق ذات قوة وزخم تعكس قوة اقتصادية، وهنا لا اتحدث عن تحليل للسوق أو مؤشر او غيره، هنا نفسر ونقرأ الأرقام ودلالات ذلك، والسوق السعودي لا شك لدي "ورقميا" أهم واكبر سوق بالمنطقة كجاذبية، من حيث حجمه" رغم الصغر مقارنة ببورصات عالمية " ، والسيولة، والمتداولون أصبحوا أكثر قوة وخبرة، التنوع بالسوق وجاذبيتها " بنوك – بتروكيماويات – أسمنت – تجزئة وهكذا ... "، وسوق آمنة وثقة للمتعاملين، يخلو من الضرائب، فتتداول بمليون او مليار وتربح أيا كانت النسب، والعمولة ماهي؟ فقط ما يأخذة البنك، فلا ضريبة ولا ضرائب وهذا عامل جذب مهم. لا شك لدي أن سوق المال "السعودي" مصدر ثروة ومال وثراء ورفع لمستوى الدخل، ولكن لمن يملك " الخبرة – والمعرفة – والرؤية الاستثمارية – وكثير من متطلبات الدخول للأسواق. فهي ليست سوقا تضمن الربح لكل من يدخل بها، ولا ترحب بالمغامرين والمجازفين، أو من لا يملك المعرفة والخبرة والدراية، المستثمر الخبير خاصة "الأجنبي" ولا اقصد هنا شخصا بقدر مؤسسات يعلم تماما ماذا يحتوي السوق السعودي من جاذبية، وإلا لماذا وجدنا مثلا ارتفاع عمليات شراء "الأجانب – اتفاقيات مبادلة" 2.44 مليار ريال 1.17%، فيما بلغت قيمة عمليات البيع 1.74 مليار ريال 0.83% بينما بلغت قيمة عمليات شراء "المستثمر" 199.40 مليار ريال 95.69%، فيما بلغت قيمة عمليات البيع 200.95 مليار ريال 96.43%. هذا يعطي "كمثال" زخم قوة السوق وجاذبيته، وانها مقصد للمستثمر في ظل سياسة إنفاق للدولة عالية على المشاريع، والثقة بالسوق من كل جوانبة سياسيا واقتصادية واجتماعيا، وحجم السوق بنمو كقوة شراء كبيرة سكانيا " للاسكان – للاقراض – للغذاء وغيرها " سوق يرحب بها كل من يملك المال لضخة بالسوق. هنا، يجب ان يعي مواطنو هذه البلاد، بنعمة هذا السوق "وجاذبيتة" التي لو فتحت للأجنبي على مصراعيها لوجدنا شحا كبيرا في الأسهم "ليس كل الأسهم بالطبع" بل الاستثمارية والجيدة العوائد، وهنا بالطبع لا نضع اي توجيه او تحفيز أو دخول وخروج من السوق، ولكن نقدم رؤية لسوق جاذبة وواعدة، يعكسها حجم التداول، وكل من يشتكي من السوق عليه ان يسأل سؤالا واحدا فقط ومن سنوات، لماذا التداولات يوميا بمليارات الريالات قد تتجاوز 10 مليارات بيوم واحد، ولا تقل عن 4 مليارات في اسوأ الحالات كثيرا، هل كل هؤلاء يخسرون؟ بالطبع لا، عقلانية ورؤية موضوعية ستقول لنا نحن بسوق هو نعمة كبيرة لمن يجيد التجديف والقراءة.