قوبل إعلان تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ذبح الصحافي الأميركي جيمس فولي، بإدانات واسعة من واشنطنوباريسولندن. وقطع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إجازته لترؤس اجتماعات لبحث «تهديد» التنظيم، وسط أنباء من أن الشخص الذي ذبح فولي كان يتحدث لغة إنكليزية بلهجة بريطانية. وكان «داعش» أعلن في شريط فيديو بثته مواقع جهادية مساء الثلثاء ذبح الصحافي الأميركي الذي خطف في سورية في نهاية 2012، مهدداً بقتل صحافي أميركي آخر يحتجزه إذا استمرت الغارات الجوية الأميركية ضد مقاتليه في شمال العراق. وبثت مواقع إلكترونية إسلامية شريط فيديو ظهر فيه شخص ملثم يرتدي زياً أسود ويحمل بندقية وهو يذبح الصحافي الأميركي الذي كان مسلحون خطفوه في سورية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012. واعلن البيت الأبيض أن الاستخبارات الأميركية تحاول التحقق من صحة شريط الفيديو «في أسرع وقت ممكن»، معتبراً أن هذا الإعدام في حال ثبتت صحته هو «جريمة وحشية مروعة». وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض كيتلين هايدن في بيان: «رأينا شريط فيديو يزعم أنه يصور قتل المواطن الأميركي جيمس فولي على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية. في حال كان صحيحاً نعتبر أن القتل الوحشي لصحافي أميركي بريء هو أمر مروع ونقدم تعازينا الحارة لعائلته وأصدقائه». وفي شريط الفيديو نفسه ظهر رهينة آخر، عرف عنه التنظيم المتطرف بأنه الصحافي الأميركي ستيفن جويل سوتلوف، الذي ظهر جاثياً على ركبتيه وقد أمسك مسلح ملثم برقبته من الخلف. وهدد «الدولة الإسلامية» بإعدام الأميركي الثاني إذا لم يوقف الرئيس الأميركي باراك أوباما الضربات الجوية الأميركية في العراق. وظهر كلا الرهينتين وهما يرتديان زياً برتقالي اللون شبيهاً بذاك الذي يرتديه المحتجزون في معتقل غوانتانامو الأميركي. وكان فولي (40 سنة) مراسلاً حراً شارك في تغطية الحرب في ليبيا قبل أن يتوجه إلى سورية لتغطية النزاع في هذا البلد لحساب «غلوبال بوست» ووسائل إعلام أخرى. وقال رئيس مجلس إدارة «غلوبال بوست» فيليب بالبوني: «نقول، باسم جون وديان فولي، وباسم غلوبال بوست أيضاً، أننا تأثرنا برسائل التعاطف والدعم التي انهالت علينا منذ تم الإعلان عن الإعدام المحتمل لجيمس». ورفضت أسرة فولي، كما بالبوني، الإدلاء بأي تعليق إضافي طالما أن مكتب التحقيقات الفيديرالي «أف بي آي» لم يؤكد صحة الشريط. وكان شهود عيان أكدوا أن فولي خطف في محافظة إدلب في شمال سورية يوم 22 تشرين الثاني 2012. وانقطعت أخباره عن عائلته منذ ذلك الحين على رغم قيامها بحملة للحصول على معلومات عنه. وفي شريط الإعدام، وهو بعنوان «رسالة إلى أميركا» ومدته خمس دقائق تقريباً، يبدأ التسجيل بعرض لإعلان الرئيس أوباما أنه أجاز توجيه ضربات جوية إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» ثم يظهر مقتطف لإحدى هذه الغارات تليه رسالة من الصحافي مدتها دقيقتان تقريباً، ثم عملية الذبح التي ارتكبها شخص ملثم يحمل سكيناً ويرتدي لباساً أسود اللون يتحدث الإنكليزية بلهجة بريطانية. وتم تصوير الشريط في منطقة صحراوية ليس فيها أي علامات تشير إلى ما إذا كانت في سورية أو العراق. وقطع رئيس الوزراء البريطاني عطلته لترؤس سلسلة من الاجتماعات الطارئة بعد الإعلان عن ذبح الصحافي الأميركي. وكتب كاميرون على حسابه على موقع «تويتر»: «إذا كان هذا صحيحاً، فان قتل جيمس فولي عمل فظيع ومنحرف. سأترأس اليوم اجتماعات حول الوضع في العراق وسورية». وأوضحت رئاسة الحكومة البريطانية أن رئيس الوزراء عاد من كورنويل صباحاً، مشيرة إلى أن الاجتماع الذي يحضره وزير الخارجية ومسؤولون من وزارة الداخلية سيكون فرصة لاستعراض «التهديد الذي يشكله إرهابيو الدولة الإسلامية». وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند دان الأربعاء «الإعدام الوحشي» للصحافي الأميركي. ورداً على سؤال ل «بي بي سي»، قال إنه «الرعب، الرعب المطلق أمام ما يبدو إعداماً وحشياً». وأضاف إنه «مثال إضافي لأشكال وحشية هذا التنظيم»، في إشارة إلى «الدولة الإسلامية» الذي سيطر على أجزاء واسعة من سورية والعراق. وأشار إلى أن الرجل الذي قتل فولي كان يتحدث الإنكليزية بلكنة بريطانية واضحة. وقال هاموند «يبدو أنه بريطاني. علينا أن نقوم بالمزيد من عمليات البحث للتأكد من ذلك». وتابع الوزير البريطاني أنه «من الأسباب التي تجعل ما يحدث في سورية والعراق يشكل تهديداً مباشراً لأمننا القومي الخاص هو وجود عدد كبير من مواطنينا (في البلدين) الذين يمكن أن يعودوا في أي وقت إلى بريطانيا بقدرات وتقنيات مكتسبة من هذه المنظمات الإرهابية». وأشار إلى أنه يتبين أن أعداد البريطانيين «تتزايد» في العراق. في باريس، قال الناطق باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لو فول للصحافيين بعد اجتماع حكومي تطرق مطولاً للوضع الدولي أن «هذا تصرف وحشي يقوم على الخوف والتهديد». وتابع: «علينا جميعاً فعل ما بوسعنا للتحرك، هذا هدف ومسعى فرنسا على الصعيدين الأوروبي والدولي». ومن جهته قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: «إذا تم التأكد منه، فان هذا الإعدام الدنيء يظهر الوجه الحقيقي لهذه الخلافة الوحشية»، في إشارة إلى «دولة الخلافة» التي أعلن عنها تنظيم «الدولة الإسلامية». وطالب بإدانة دولية حازمة لهذا العمل، مشيراً إلى أن ذلك «يعزز تصميمنا على محاربة الدولة الإسلامية وفقاً للقرار 2170 الصادر عن مجلس الأمن الدولي».