تابعت بنوع من الاشمئزاز فيلما وثائقيا عن مجموعة داعش الإرهابية نبهني له خبر للزميل عبدالمحسن المطيري؛ كون الفيلم أنتجته مجموعة Vice News الأمريكية، وتركيز الخبر يتضمن استغلال الدواعش للأفلام الوثائقية الاحترافية لتمرير فكرهم!. القارئ للتاريخ منذ نزول الوحي على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لن يجد أقسى من الغلو والهرطقة والإرهاب من الذي يقوم به "المرتزقة" من العرب داخل الأراضي السورية والعراقية، عندما تشاهد هذا الفيلم وأنت على إطلاع كامل بالأعمال الإجرامية لهذه المجموعة الإرهابية، ستجد نفسك أكثر حزناً على الوضع الذي أوجده هؤلاء تحت شعار الإسلام!. أغلبية الفيلم يتناول لقاءات مع أطفال نعم أطفال يتحدثون عن البيعة وقتل الكافرين، أي إجرام بشري نشاهده، وطفل لا يتجاوز ال 9 سنوات يستغل لكي يكون إرهابياً ومصاص دماء؟، شاهدنا أطفالاً يحملون رؤوساً لبشر وليس لبهائم، ويطوفون بها بين أصحابهم دون أي خوف أو رادع، في الفيلم يتحدثون عن استراتيجية لتفريخ جيل كامل أكثر وحشية وإرهاباً! "جيل الخلافة" يطلقون عليهم، الأعمار التي أقل من 15 عاماً يدخلونهم بمعسكرات شرعية، وبعد ال 16 عاماً يدخلونهم لمعسكرات عسكرية، منذ عامه التاسع والطفل تحت الإرهاب والقسوة والجبروت اللا أخلاقي يتحدث عن قتال الكفر ومبايعة البغدادي، يتذرعون بأنهم "يزرعون" بهم العقيدة، وهم بعلاقتهم تشعر أنهم مريبون وخطر على هؤلاء الاطفال الابرياء، وأكرر كلمة "مريبون". يتذرعون بكل أمر ديني لتطبيقه على أفعالهم وتصرفاتهم، الحلول لديهم جاهزة، يحللون أي أمر يناسب توجهاتهم، في محافظة الرقة السورية يتجولون بألبستهم الأفغانية وبأسلحتهم الفتاكة، يرعبون الناس؛ تحت ذريعة دولة الإسلام، لم نسمع أو نقرأ بالتاريخ عن هذه الممارسات منذ فجر الإسلام، يؤكدون بإرهابهم وبأقوالهم أن الإسلام لن يقوم إلا بالقتل والتدمير، ويكرسون بذلك ما كان يدعيه أعداء الدين بقولهم إن الإسلام انتشر بحد السيف!. ما هو الحل إذن أمام هذا السيل المرعب من الأفلام والمقاطع الإرهابية التي يتفنن الداعشيون بإرسالها لنا؟، كيف نحمي شبابنا من الاغترار بفكرهم وتطلعاتهم؟. هم الآن يقومون بأعمال احترافية بهذا المجال، ويستغلون شبكات إعلامية عالمية لنشر فكرهم والتغرير بالشباب؛ كيف يمكننا أن نواجههم؟. خادم الحرمين الشريفين حفظه الله كانت رسالته العالمية واضحة، والخطر سيكون بالفعل على أوروبا وأمريكا إذا لم يتم الالتفات لهذه المجموعة الإرهابية الخطرة، ولن أنسى بالفيلم ما كان يصيح به أحدهم عندما قال: "سنضع علم الخلافة بالبيت الأبيض وسوف نسبي نساءكم"!.