فيما لو ناقشت احد الاشخاص ليس بالضرورة ان تعرف مسبقا أفكاره أو رؤاه في مجمل جوانب الحياة ستلاحظ على محياه طيف من التشاؤم وضيقة البال فإن حاولت مناقشته بهذا الأمر او ذاك تبرم واكفهر وجهه وان لم يقصد اجاب عن تساؤلك البسيط ما يشغلك في هذه الدنيا الفانية على كل حال؟.. أجاب بان الناس ليس ممن يبعثوا البهجة في النفس.. قلت: كيف؟ قال: الحسد اولا.. وما تراه من انتشار (القراء) والمشعوذين الذين يضحكون ويتلاعبون في عقول الكثير من البسطاء والجهلاء في امور الدين.. وفي مشهد آخر التملق والنفاق وما يتحلون بأمور غير مناسبة لهم وهم يتضاهرون بالقدسية والمظاهر الحسنة وهم منغمسون في الغيبة التي تلوح في اطراف ألسنتهم بان ذاك عمل وذاك قال وهذا جيد وآخرسيئ وهلم جرا هي اشبه بالفوضى أو تكاد. قلت اليس ما وصفت افرادا ليس بالضرورة ان تعم الجميع؟ قال: بل نظرتي لهؤلاء شبه عمومية.. فكل ما اجلس مع احدهم في مناسبة او مجلس عام او في مرفق شاءت الظروف ان اكون بجانبه سوف تثار احاديث غير مستحبه من الغلواء التي تحتار كيف ترد عليه.. اليس هذا ما يبعث التشاؤم والاشمئزاز؟ قلت حاول ان تبتعد عن مثل هذه العينة من البشر ستجد من يستهويك كلامه؟ قال: تقصد الاعتزال عن المجتمع وافرد نفسي عن الاخرين ومنهم من يكون اقرب لي من حبل الوريد.. قلت التفاؤل والنظرة الحانية للحياة انها جميلة لو تصفحت جانبها الاخر في نظرك ستجد الكثير من يبتسم وهذا سر الوجود.. قال تقصد الابتسامة الصفراء.. لا أطيقها! قلت ليس بالضرورة التشاؤم فالابتسامة لاخيك صدقة اوصى بها ديننا الحنيف ومتى ما كنت تتحلى بها فسترى ما يسرك.. جرب فالتجربة فلسفة تنير لك طريق المحبة للوصل الى السعادة لا شك كما انك تدخل من خلالها قلوب الناس وبها يرضى الله عليك متى ما رضي الآخرون بك.