افتتح العام الدراسي الجديد في الاراضي الفلسطينية اليوم الاحد بغياب نصف مليون تلميذ وتلميذة عن مقاعدهم الدراسية في قطاع غزة، بسبب العدوان الهمجي الذي تشنه دولة الاحتلال منذ ثمانية واربعين يوما، مخلفة مئات الشهداء والاف الجرحى من الاطفال. ففي سابقة هي الاولى من نوعها، توجه نحو 700 ألف طالب وطالبة في الضفة الغربية صباح اليوم الأحد إلى مدارسهم، دون اقرانهم في قطاع غزة (475 ألف تلميذ)، حيث تحولت العشرات من مدارس وكالة الغوث الدولية "انروا" الى مراكز ايواء لعشرات الاف المشردين عن منازل، فيما لحقت اضرار بالغة بالعديد من المدارس جراء تعرضها للقصف الاسرائيلي، منذ 7 تموز/يوليو الماضي. واختارت وزارة التربية والتعليم قرية بيت سيرا الحدودية اقصى غرب رام الله، وعلى مقربة من الجدار الاسرائيلي التوسعي، لتعلن منها افتتاح العام الدراسي في الضفة الغربية وتاجيله الى اجل غير معلوم في قطاع غزة نتيجة لاستمرار العدوان الاسرائيلي. وقالت وزير التربية خولة الشخشير في مؤتمر صحافي أنه كان من المقرر أن يتوجه نحو 1.200 مليون طالب وطالبة إلى مدارس الوطن في 2753 مدرسة حكومية وخاصة، ووكالة غوث، يشرف عليهم 62 ألف معلم ومعلمة، ولكن نظرا للعدوان على القطاع فقد اضطرت الوزارة بدء العام الدراسي لهذا العام دون محافظاتغزة. واضافت: ان الأسرة التربوية فقدت 20 تربويا، ونحو 550 طفلا، وأصيب الآلاف منهم بحالات إعاقة دائمة، فقدوا أيديهم وأرجلهم نتيجة القصف الهمجي من طائرات ودبابات الاحتلال، وخسروا كذلك بيوتهم التي تؤويهم. واشارت الى ان نحو 141 مدرسة تعرضت للقصف، منها 22 مدرسة دمرت بشكل كامل، و119 بشكل جزئي، وكذلك عدد من مدارس وكالة الغوث، وست مؤسسات للتعليم العالي، وأربع رياض أطفال، الأمر الذي يحتاج وقتا وجهدا وأموالا لإصلاح الأضرار، تزيد عن 10 ملايين دولار. وناشدت المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل لإنهاء العدوان الشرس الذي يشنه الاحتلال ضد قطاع غزة، حتى تتمكن الوزارة من تضميد جراح الطلبة والأسرة التربوية، والبدء بإصلاح الأضرار المادية والمعنوية والنفسية، وإيجاد مأوى للذين دمرت منازلهم، والذين باتوا يسكنون في المدارس. وتطرّقت الشخشير إلى حادثة استشهاد الطالبين التوأمين أنس وسعد السكافي، واللذين نجحا في امتحان الثانوية العامة "التوجيهي"، حيث حصل أنس على معدل 88% في الفرع العلمي، وسعد على 91% في الفرع الأدبي؛ واستشهدا في مجزرة الشجاعية في العشرين من تموز الماضي، اضافة الى سبعة من افراد عائلة السكافي.