شل إضراب عام للمعلمين الأردنيين أمس جميع مدارس الأردن وبدت المدارس الحكومية شبه فارغة من الطلاب إثر إصرار المعلمين على عدم الالتحاق بمدارسهم ما لم تلب الحكومة مطالبهم العمالية، ليصبح الاضراب أكبر أزمة تواجه الحكومة في هذا الصيف بتعطل أكثر من 100 ألف معلم عن التدريس ومليون و850 ألف طالب عن الدراسة. وترفض نقابة المعلمين التي يقودها "الإخوان المسلمون "إنهاء إضرابها إلى حين تلبية مطالبها المتمثلة: "بتعديل نظام الخدمة المدنية، وتحسين خدمات التأمين الصحي، وإحالة صندوق الضمان إلى هيئة مكافحة الفساد، وإصدار تشريعات رادعة حول الاعتداء على المعلم، وإقرار علاوة الطبشورة، ونظام المؤسسات التعليمية الخاصة". واقع الحال يشير إلى تردي الأوضاع المالية والاجتماعية للمعلمين، والحكومة تقر بذلك، إلا أن المفاوضات لأشهر بين الحكومة والنقابة لم تقد "فعليا" إلى حلول عملية تحول دون الاضراب وذلك بسبب غياب الموازانات المالية لتحسين أوضاع المعلمين. ويؤكد نقيب المعلمين حسام مشة أن "النقابة ماضية في إضرابها"، لافتاً إلى ان "نسبة نجاح الإضراب وصلت إلى 90% من مدارس المملكة". ويشير إلى ان "المعلمين ملتفون حول نقابتهم التي تسعى إلى تحسين ظروفهم وتحصيل حقوقهم التي لا يمكن التنازل عنها". ويعتبر المشة ان "الحقوق التي تطالب بها النقابة ليست كمالية وانما هي اثراء للعمل". الاضراب قاد إلى تذمر واسع لأولياء الأمور باعتبار أن أبناءهم الضحية في ظل إصرار طرفي المعادلة (الحكومة والنقابة) على مواقفهما في التعامل مع الأزمة، وهو ما دفع النقابة إلى توجيه رسالة إلى أولياء الأمور تطالبهم فيها بالالتفاف حول ما أسمته "مطالبهم العادلة". ويقول نقيب المعلمين في رسالته إن التعنت الحكومي والعناد الرسمي والعداء الواضح للمعلم حال دون تأديتنا لرسالتنا، متهما ما وصفه "بصناع الفتنة من رسميين ومأجورين بالحيولة بين أولياء الأمور والنقابة ". منتقدا "تهميش دور المعلم ومسلسل الاعتداءات المتكرره عليه". ويشير إلى أن النقابة استمرت في حوار مع الحكومة استغرق ثمانية شهور انتهى بلا نتيجة، لافتا إلى أن الحوار مع لجنة التربية في مجلس النواب كاد أن يقود الى اتفاق لحل الازمه لكن الحكومة أفشلته بتعنتها. بدوره يؤكد الناطق الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم وليد الجلاد ان فرقا من الوزارة خرجت لمتابعة الاوضاع في اليوم الدراسي الاول للعام الدراسي الجديد. ويلفت إلى أن اجتماعا انتهى في ساعات متأخرة من الليلة قبل الماضية جرى بين النقابة والوزارة ووعدت النقابة بعرضه على الهيئة المركزية داخلها. ويأمل الجلاد بأن يكون قرار الهيئة المركزية لنقابة المعلمين يصب في مصلحة الطلبة والمعلمين. وكان اجتماع عقد بين وزير التربية محمد الذنيبات ومجلس نقابة المعلمين بحضور رئيس وأعضاء لجنة التربية النيابية للوصول إلى تفاهمات لإنهاء الإضراب، دون التوصل إلى نتائج.