الأكثر حقارة بين كل ما يؤثر على سلوك الإنسان في الابتعاد عن أي جانب ديني وأي جانب أخلاقي، وبالطبع أيضاً كل علاقات عائلية أو إنسانية.. لا شك نجد كل ذلك في كل مؤثرات ضد أخلاق وسلوك.. تأخد الرجل من عقل بيئته ليكون عدوانياً مباشراً دون أي رادع.. في كل المستجدات على سلوكه.. الأخلاق.. عامة العلاقات.. لا تكون قد خرجت من مؤثرات العقائد أو الأخلاق إلا عندما يكون الإنسان المتهور الأحمق قد اندفع بتأثير عاصف من ذاته.. ومن يستترون معه بعبارات هزيلة.. تافهة.. لا يقبل بها أي إنسان حدث أن دخل المسجد، أو ابن حدث أن ذكر انفرادية الرعاية لدى والده أو والدته، أو مواطن يذكر بالرعاية الواسعة كيف نقلته الدولة إلى واقع الاحترام والرعاية.. من يحترف الإرهاب هو تماماً في واقعه الاجتماعي يعيش في مثل واقع الذئب الذي لا يطمئن إلى أي مكان ولا أي إنسان.. خائف مستمر بحيث أنه ينسى كل الحقائق العامة.. متهور مخاطر ينطلق رعباً تاماً في داخله من حقد ضد كل بشرية أو عقيدة.. ويصورونه أمام ذاته مقتنعاً بفرديته جازماً أن الفروسية ليست ببطولة انتصار الحقيقة العامة، وإنما بممارسة العدوان ضد أقرب إنسان إليه.. أو يعطي تعليمات العداوة ضد من هو بعيد عنه.. ما يحدث في عالمنا العربي من عهر في محتواه العقلي الذي لم يعد يتجه إلى مميزات وعي ثقافة وديانة ومن مستوى مسؤوليات عامة أو عائلية خاصة، وإنما أصبح بعيداً عن كل ذلك في هجرة قذارة نحو كل ما يوفّر موجودات الجرائم البشعة.. إن الواقع الذي هو فيه العالم العربي لم يكن من المنطق أن يكون مقبولاً قبل عشرات السنين عندما كانت أنظمة الحكم الفردية والتي في معظمها أتت نتيجة انقلابات عسكرية.. لم تمتد لها أفكار وحقائق، وإنما امتد وجود الضياع في كثير من العقليات التي استجابت مؤخراً لكل توجيه نحو الخروج بعيداً عن أي نظام حكم منطقي والتشتت بشرياً وراء أهداف مصالح خاصة.. أطماع خاصة.. نحن نعلم جيداً الكثير من وحشية الانحدار الذي وصلت إليه دول عربية منها ما فرض سيادة الأقلية؛ فإذا بالأكثرية ترفض أن تكون مجرد مصدر متواصل لطرح الكثير من الضحايا.. نساء وأطفال وأي رجال يرغبون التدخل.. الذي يحدث انطلاق من حدود عربية نحو كل ما هو مصدر أمن أو استقرار أو شواهد تطور كلي يتوفر فخرهم بأنهم نجحوا في وجود تعدد إراقة دماء، وتعدد انهيارات..