دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند امس إلى عقد مؤتمر دولي لبحث سبل التعامل مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين استولوا على مساحات واسعة في العراق وسورية. ولم يفصح هولاند في تصريحات نشرتها صحيفة لوموند امس عن توقيت عقد الاجتماع او المشاركين فيه ولكنه أشار للحاجة لاستراتيجية عالمية لمحاربة المتشددين. وقال للصحيفة "لم يعد بإمكاننا مواصلة النقاش التقليدي بشأن التدخل أو عدم التدخل." وأضاف "لا بد أن نتوصل إلى استراتيجية عالمية لمحاربة هذه الجماعة المنظمة التي تملك قدرة تمويلية كبيرة وأسلحة متطورة جدا وتهدد دول مثل العراق وسورية ولبنان." وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة في شمال العراق منذ يونيو / حزيران وأقدم على اعدام أسرى من غير السنة والاقليات وشرد عشرات آلاف مما دفع الولاياتالمتحدة لشن غارات جوية لأول مرة منذ ان سحبت واشنطن قواتها من البلاد عام 2011. وبدأت فرنسا التي تربطها علاقات وثيقة بحكومة المنطقة الكردية امداد القوات الكردية بالأسلحة يوم الجمعة لتمنع تقدم التنظيم في كردستان العراق. وقال هولاند "أعتقد أن الأوضاع الراهنة على مستوى العالم هي الأسوأ منذ عام 2001. لا نتعامل مع تنظيم ارهابي مثل القاعدة بل ما هو أشبه بدولة ارهابية..(تنظيم) الدولة الإسلامية." وصرح قائد عسكري كردي في مقابلة مع راديو فرنسا الثلاثاء بأن الاسلحة الفرنسية التي تسلمتها قواته ليست متطورة ودعا باريس لامداد قواته بصواريخ مضادة للدبابات. وقال هولاند إن بلاده أمدت الاكراد بالاسلحة بالاتفاق مع الحكومة المركزية في بغداد ضمانا لوحدة العراق. الى ذلك تناقش الحكومة الألمانية توريد أسلحة إلى العراق لمواجهة مليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية". وكان وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أعرب بوضوح الثلاثاء عن انفتاحه تجاه تزويد أكراد العراق بأسلحة ألمانية لدعمهم في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية". وقال شتاينماير في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني "زد دي إف": "علينا أن نعطي الأكراد فرصة الدفاع عن أنفسهم.. هناك مواقف يصبح فيها الإنسان آثما إذا تخلى عن فعل شيء مثلما يكون آثما عندما يقدم على الفعل". ويطالب حزب الخضر الألماني المعارض بعدم القيام بهذه الخطوة إلا بعد الحصول على موافقة البرلمان الألماني (بوندستاغ). وقالت رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب كاترين غورينغ-إيكارت في تصريحات للموقع الإلكتروني لمجلة "دير شبيغل" الألمانية: "على الحكومة ألا تقرر توريد أسلحة مميتة بدون البرلمان". وفي الوقت نفسه دعا وزير التنمية الألماني جيرد مولر إلى الحصول على موافقة من البرلمان الألماني حال قررت الحكومة توريد أسلحة للعراق. وقال مولر في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي إف): "أعتقد أن ذلك لن يمر دون قرار من البرلمان". وبحسب تقرير لموقع "تاجس شاو" الإخباري الإلكتروني، تدرس وزارة الدفاع الألمانية توريد صواريخ مضادة للدروع من طراز "ميلان" إلى العراق. وتطلب القوات المسلحة الكردية من الغرب هذه النوعية من الأسلحة لتتمكن من مواجهة المركبات المدرعة لمليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية" بفعالية. تجدر الإشارة إلى أن صواريخ "ميلان" تزن 12 كيلوغراما ويبلغ طولها 90 سنتيمترا.