عرفت اندية الشرقية ب"تفريخ النجوم" على مختلف المراحل السنية، وباتت هي المصدر الرئيس للاندية الكبيرة في اللهث وراء بروز أي موهبة لديها من خلال الاغراءات المالية التي تقدمها لإداراتها والتي تسيل لها اللعاب أمام ثقلها بالديون وعجزها عن تقديم نفس العروض لنجومها. أندية الشرقية عرفت أيضاً بقدرتها على تسيير أمورها والاستمرار في تقديم العروض الجيدة والدخول في المنافسة على البطولات المحلية كما فعل الاتفاق في السنوات التي سبقت تراجعه وانتهاء فترة عصره الذهبي، بيد ان هذه الرؤية حمل لواءها الفتح الذي حقق بطولة الدوري بعد اربع سنوات من صعوده وهي فترة قصيرة لناد ليس لديه قدرة مالية ولا يعد من الفرق الكبيرة او على الاقل التي تحظى بدعم واهتمام رجال الاعمال في مساندته، لكن سرعان ماتراجع الفتح وتنازل عن كبريائه ومنافسة الكبار بل حير متابعيه في الموسم المنصرم من خلال تقهقهر نتائجه واقترابه من دائرة خطر الهبوط التي دفع ثمنها الاتفاق. إذا مانظرنا إلى حال واقع اندية الشرقية نجدها قوية فنياً وقادرة على المنافسة إذا تمسكت اداراتها بنجومها وقدمت لها العروض المناسبة للبقاء، غير ان هذا لم يحصل بل تركت الباب على مصراعيه لتجد الاندية الاخرى لها ملاذا في دخولها لسوق انتقالات لاعبيها وبمنافسة ستظل عالقة في الاذهان وهذا ماتؤكده مختلف الصفقات التي سجلتها كارقام قياسية في تاريخ الانتقالات المحليين كما حصل لياسر القحطاني بين الاتحاد والهلال، والسهلاوي للنصر ويحيى الشهري بين عدة اندية قبل ان يوقع للنصر وهناك لاعبون اخرون كيوسف السالم وفوزي الشهري وزيد المولد ومسفر وشقيقه تيسير الجاسم واخيرا في هذا الموسم حسين المقهوي الذي ترك فراغا كبيرا في الفتح بانتقاله للاهلي وكذلك مهاجم ومدافع القادسية صالح العمري وماجد عسيري. لعل المشكلة التي لم تعيها ادارات اندية الشرقية انها لم تخطط جيداً لاستثمار المبالغ التي جنتها من بيع عقود لاعبيها وهي تكفي لبناء فريق باكمله يعيده للتوهج ولكن ماتم وللاسف تصريف المبالغ وراء صفقات انصاف اللاعبين وطيار الملايين في امور لم تعد على النادي بالنفع فظلت الأندية تبحث عن نفسها وتتحسر على فقد نجومها واهدار ملايينها!! إذا كنا ننتقد دور الادارات على عدم تركيزها واستثمار ملايين صفقاتها فإننا هنا نشيد بدور إدارة الاتفاق التي قررت هذا الموسم عدم التنازل عن نجومها والتفريط بأي لاعب يرتبط مع النادي مهما تكن الاغراءات المالية التي ظلت الأندية تقدمها لها مقابل تنازلها او موافقتها على إعارة نجم الوسط محمد كنو والمدافع علي الزبيدي فهي قررت اعادة الفريق لمكانه وهيبته التي افتقدها بسبب فقد نجومه وتقوية الفرق الاخرى، لكن هذا القرار هل تستفيد منه بقية الفرق كالقادسية والفتح وهجر لتعيد تأهيل فرقها واستمرارها في الصعود بأدائها أم انها مازالت تنظر فقط إلى معالجة شحها المالي بأخطاء لاتغتفر ويبقى طريق بيع عقود النجوم هو اسهل الطرق؟! بقي ان نشير إلى ان اندية الشرقية ترى المواهب أمامها لكن دون أن تلفتفت إليها او تعيرها اهتماماً وبقي حالها كبقية الاندية تذهب بعيدا لجلب اللاعبين، رغم ان النجوم تزخر امامها من خلال ملاعب الحواري التي عرفت بها الشرقية والاحساء لكن دون ان تفكر أي إدارة ببناء اكاديمية في القطيف والأحساء لجلب هذه المواهب لتقوية فرقها وبقاء توهجها. السهلاوي