ظلت ريشة رسام الكاريكاتير العربي الفنان مصطفى حسين تقرع الأحداث وتجاري الزمن بلا هوادة، حتى توقفت مع توقف قلب رسام الكاريكاتير الكبير الموهوب، بعد 79 عاماً من العمر، متوجاً نفسه فناناً بارعاً في هذا الفن بفراسته وإتقانه، ليصبح أحد أعمدته، وممثلاً لمصر والعرب في أكثر من ميدان في فن الكاريكاتير، وكان وفياً لوطنه وفنه ورسالته، ومخلصاً لأهمية الكاريكاتير ودوره وتأثيره في عالم الصحافة، وكان منحازاً لروح الكاريكاتير الحقيقي ولم يتأثر بالتغيير التكنولوجي التقني الذي طغى على هذا الفن الأصيل وشوه معالمه الفنية. مصطفى حسين رسم ملايين الأفكار الإبداعية بأنامله الذهبية عبر أعمال ظلت وستبقى عالقة في وجدان المصريين والعرب، كان يرسم البسمة على شفاه قرائه من خلال خطوطه القوية وتعليقاته الساخرة اللاذعة، وأفكاره المؤثرة، وكان يمتلك ريشة ناعمة ورشيقة، وأسلوباً مشاكساً وسهلاً ممتنعاً، وظل يرصد ويوثق الأحداث الساخنة سواء السياسية أو الاجتماعية للشارع المصري، منحازاً لقضايا أمته ومجتمعه أكثر من القضايا الدولية ولم يؤثر فيه الإغراق في المحلية أبداً، بل مكنته من شهرة واسعة في الأوساط الفنية والثقافية، وهذا ما زاد من رصيده الشعبي، فكان يحسب له الحساب لحضوره الطاغي وقوة أفكاره ووحدة ريشته التي لا يهادن بها أحد على حساب رسالة الفن السامية، ومواقفه الثابتة. شغل مصطفى حسين عددا من المواقع، وحصل على كثير من الجوائز والأوسمة، كما تم تكريمه في عدد من جامعات العالم، ومن أشهر الشخصيات الكاريكاتيرية التي رسمها "فلاح كفر الهنادوة"، و"عبده مشتاق"، و"الكحيت". مصطفى حسين