اقتحم نائب رئيس الكنيست الاسرائيلي موشيه فيغلين صباح امس الأحد، المسجد الأقصى المبارك، على رأس مجموعة من المستوطنين، وتجول في باحاته حيث أدى طقوساً وصلوات تلمودية في ظل حماية مشددة من شرطة الاحتلال. ويأتي هذا الاقتحام في ظل اجراءات جديدة بدأت سلطات الاحتلال بانتهاجها يوميا منذ مطلع الشهر الجاري ويقضي بفرض قيود مشددة على دخول المسجد وحصرها بمن هم فوق سن الخمسين من الرجال، ومنع النساء من الدخول حتى ساعات ما قبل الظهر، وافساح المجال امام المستوطنين لاقتحام المسجد. وذكرت الاوقاف الاسلامية ومؤسسة الاقصى للوقف والتراث ان فيغلين قام بجولة مصورة في ارجاء المسجد حيث رافقه مصور "فيديو" انطلاقا من باب المغاربة، كما صعد الى صحن قبة الصخرة حيث ادى طقوسا تلمودية في المكان، بما في ذلك النزول بالمشي الى الخلف وعدم انتعال الاحذية، قبل الخروج عبر باب السلسلة. ونقل عن فيغلين قوله وهو في صحن قبة الصخرة: "حكومة اسرائيل تستطيع اليوم تنفيذ سياساتها وأهدافها في جبل الهيكل". كما اقتحمت مجموعة اخرى من المستوطنين يتقدمها الحاخام المتطرف يهودا غليك وتجولوا في باحاته، في وقت علت فيها التكبيرات من قبل المرابطين في المسجد. ولدى وصولهم بالقرب من باب حطة، حاول غليك اداء طقوسه الدينية فقامت شرطة بإخراجه من الأقصى من باب حطة، حيث اعتدت ايضا على شاب مقدسي قبل اعتقاله. وأعتبرت السلطة الفلسطينية والقيادات والمرجعيات الاسلامية هذه الاجراءات محاولة لتكريس "التقسيم الزماني" للمسجد الاقصى. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة له خلال اجتماع القيادة الفلسطينيةبرام الله مساء امس ان "التقسيم الزماني للحرم الشريف خط احمر لن نسمح به على الاطلاق". بدوره سارع مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الشيخ عزام الخطيب الى ابلاغ وزير الأوقاف الأردني باقتحام فيغلين للأقصى واغلاق أبوابه، معتبراً ذلك استفزازا واضحا وصريحا وتعديا على مشاعر المسلمين عامة. من جانبه، قال محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الاسلامية، إن السلطة الفلسطينية ستكون في حل من أي اتفاقيات مع إسرائيل إذا ما أقدمت على أي نوع من انواع التقسيم للمسجد الاقصى. وأضاف الهباش في بيان له أمس: "لا سيادة على المسجد الأقصى المبارك وكافة الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية لغير الفلسطينيين وهي حق خالص للعرب والمسلمين". ودعا الهباش، الحكومات والشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك الجاد لإنقاذ المسجد الأقصى من مؤامرات التهويد والتقسيم، التي تخطط لها سلطات الاحتلال الاسرائيلي على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي الشريف، في ظل تصاعد الانتهاكات التي يقوم بها المستوطنون الاسرائيليون لحرمة المسجد الأقصى، وإغلاق سلطات الاحتلال أبوابه أمام المسلمين، لتمكين أولئك المستوطنين من اقتحامه. وشدد على ضرورة العمل الجاد لكسر الحصار الاسرائيلي الخانق المفروض على مدينة القدس من خلال زيارتها من قبل العرب والمسلمين لحمايتها من عملية التهويد والدفاع عن أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.