بعد أيام قليلة - بمشيئة الله – سيبدأ العام الدراسي الجديد 1435-1436ه والذي نسأل الله العلي القدير أن يجعله عاماً دراسياً سعيداً حافلاً بالإنجازات محققاً للأهداف والطموحات، وعادةً ما يقترن الاستعداد للعام الدراسي بالتجهيز للقرطاسية والأدوات المدرسية ويظهر هذا جلياً في ازدحام محلات القرطاسية والمكتبات والأسواق فكل أسرة تسارع لشراء حقيبة جديدة وادوات مدرسية ويتسابق المعلمون لشراء سجل جديد لإعداد الدروس ويستعد مديرو المدارس بتوفير المقاعد الدراسية والوسائل التعليمية وإجراء عمليات الصيانة وتأمين وسائل الأمن والسلامة كل هذه الاستعدادات هي استعدادات شكلية مادية ! هل وضعت الأسرة خطة لمتابعة دراسة ابنائها طوال العام الدراسي بدءاً من أول يوم دراسي أم أن الامر يتوقف على هذا الاستعداد المادي ثم يفاجأ ولي الأمر قبيل الاختبارات النهائية بإشعار بتدني مستوى ابنه أو ابنته. وهنا يدق جرس الإنذار المتأخر في جميع أرجاء المنزل وتتوالى القرارات والإجراءات بدءاً من الحرمان من جميع أجهزة وبرامج التواصل الإجتماعي الى المصروف اليومي وينتهي بالتدخل السريع بالبحث عن أي مدرس خصوصي مهما كانت إمكانياته لينقذ مايمكن إنقاذه ليتجاوز ابنه هذا العام الدراسي. ونأتي للمعلم والذي يكمن استعداده بالبحث في أوراقه القديمة والذي نفض عنها الغبار من تحاضير لدروس سابقة ليضعها في السجل الجديد لعام دراسي جديد، هل وضع في اعتباره خطة دراسية بفكر تربوي مواكب يستعين بها بإستراتيجيات التدريس الحديثة والتعلم النشط ليطبقها على طلابه ويتلافى من خلالها معوقات العام الماضي أم إنه لازال يفكر بطريقة يتصيد بها اجازات غير مستحقة ليكون ضحيتها الطالب والمنهج الدراسي حيث يتم اختزاله ووضعه تحت برنامج حمية تفقده جميع عناصر التميز والابتكار ويفقد الطالب بعدها دافعيته للتعلم؟. هل وضع مدير المدرسة خطة يتلمس من خلالها احتياج الطاقم الإداري والتعليمي من الدورات والخبرات التي من شأنها ان ترفع من كفاءة المستوى التعليمي في المدرسة؟. وهل جعل من نفسه قائداً مبادراً بإقامة كل مايراه مناسباً لمجتمعه المدرسي من خطط وبرامج تثبت فاعليتها على ارض الواقع؟ إن ماطرحه برنامج القيادة المدرسية من خطط ورؤى لمديري ومديرات المدارس هو أفضل نموذج للقائد المدرسي المثالي وهذا ما لاحظته شخصياً من قبل مديرات المدارس من حيث بث روح الامل والعطاء المتميز لكثير من مديرات المدارس واللاتي راهن على نجاحه. ولو وصلنا الى دائرة المشرف التربوي يتطلب منه ايضاً استعدادا نفسيا وتربويا وتعليميا حتى لايكون كالأسطوانة المشروخة التي تردد نفس العبارات والتوجيهات لجميع المعلمين على اختلاف المستويات حيث ان نجاح المعلم وتميزه هو نجاح للمشرف التربوي وتميزه ايضا، إنني في هذه المقالة لا أعمم ولكنني أخص فئة - بإذن الله – قليلة. ان الميدان التربوي يزخر -ولله الحمد- بكثير من الكفاءات التعليمية والتي تعتبر من اكثر الروافد للميدان وينطبق هذا القول على عدد من الأسر التي تتابع أبناءها وتشارك المدرسة في جميع فعالياتها وتعتبر من الركائز الاساسية في المدرسة. احبتي إن الاستعداد للعام الدراسي يتطلب منا جميعاً دعما ومساندة وحبا للعطاء والتضحية والبعد عن تصيد الاخطاء والعمل بروح الفريق الواحد حتى نحقق جميعاً ما نصبو اليه من اعداد جيل واعد مواكب محافظ على تعاليم دينه محباً لوطنه ومخلصاً لمجتمعه حيث ان البدايات القوية عادةً ماتصنع النهايات السعيدة.