إرهاق السفر تعبير شائع يطلق على الأعراض التي يشعر بها المسافر بعد التنقل في الطائرة خلال مناطق زمنية مختلفة. لكن دراسة جديدة بينت أنه بات بالإمكان التغلب على هذه المشكلة ببساطة مثل تغيير نوعية الطعام عند وصول المسافر إلى وجهته. ويحدث الإرهاق عادة عندما يعجز الدماغ عن التفريق بين المناطق الزمنية ويحسبها منطقة واحدة حينها تفقد الساعة البيولوجية للجسم تزامنها ويترتب على ذلك اضطراب النوم في الليل والشعور بالنعاس في النهار ونوبات الصداع والإمساك. ويعتقد الباحثون اليابانيون بأنهم قد وجدوا حلاً لهذه المشكلة. وفقاً لفريق من جامعة ياماغوتشي، يلعب الأنسولين الذي يفرزه الجسم عند الأكل دوراً في تزامن الساعة البيولوجية للجسم. ويعتقد هؤلاء الباحثون أن رفع مستويات الأنسولين يساعد على إبطاء ساعة الجسم في الكبد، والتي لديها تأثير في دفع عقارب ساعة الدماغ إلى الأمام ومساعدة المرء على النوم مبكراً. ولهذا ينصح الباحثون المسافر الذي يرغب في النوم عند وصوله إلى وجهته بتناول أطعمة غنية بالكربوهيدرات مثل المعكرونة والأرز ، والتي تؤدي إلى إفراز الكثير من الأنسولين. ولكن إذا كان المسافر يرغب في البقاء مستيقظا لفترة أطول، فما عليه سوى الاكتفاء بأطعمة غنية بالبروتينات أو الدهون التي تتسبب في إفراز أنسولين أقل. ولكن ليست الكربوهيدرات هي الشيء الوحيد الذي يساعد في مكافحة إرهاق الرحلات الجوية الطويلة، فهناك بعض المعينات الأخرى مثل تغيير نمط النوم قبل السفر حيث أن أي شيء يمكن القيام به لضبط ساعة الجسم قبل أو أثناء السفر تساعد المرء على التخلص من الإرهاق في أسرع وقت ممكن. الصوم لمدة 12 إلى 16 ساعة قبل وصول المسافر إلى وجهته يعيد عقارب الساعة البيولوجية إلى الصفر. ويقول جيمس ووترهاوس، أستاذ الإيقاعات البيولوجية في جامعة جون مورز بليفربول"إذا كنت مسافراً شرقاً فقد يمكن أن يساعدك الذهاب إلى الفراش مبكراً والاستيقاظ مبكراً قبل يومين أو ثلاثة أيام من الرحلة في التغلب على إرهاق السفر. أما إذا كنت متجهاً غرباً فقد يساعدك تأخير أوقات النوم / الاستيقاظ". وينصح ووترهاوس بعدم اللجوء لأقراص النوم لتقديم أو تأخير ساعات النوم والاستعاضة عن ذلك بمص شرائح الليمون. كما أشارت دراسة لجامعة هارفارد في عام 2008 أن الصوم لمدة 12 إلى 16 ساعة قبل وصول المسافر إلى وجهته (لا بأس من تناول الماء) يعيد عقارب الساعة البيولوجية إلى الصفر. وقالت الدراسة إن الجسم يحتوى على العديد من الساعات الداخلية، ولكن عندما يتعلق الأمر بالإرهاق الناتج عن الرحلات الجوية الطويلة، تشير الأدلة إلى نوعين من الساعات: تلك التي يتم تفعيلها من خلال الضوء وتلك التي تحددها أوقات الوجبات. لذا إذا وصل المسافر إلي وجهته قبل العاشرة صباحاً فعليه أن يسارع إلى تناول الطعام بمجرد الهبوط لمساعدة جسمه على التكيف بسرعة وعليه الاكتفاء بوجبة افطار خفيف حتى يبقى مستيقظاً طوال النهار.ولكن في حالة وصوله بعد الغداء، ففي هذه الحالة ينبغي عليه تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات عند الساعة الرابعة مساء والإمساك عن الطعام بعد ذلك حتى وجبة الإفطار في الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي. وينصح الصيدلي الدكتور أندرو هركسهايمر من مركز كوشرين في المملكة المتحدة الذين يسافرون غرباً بزيارة المتاحف في الصباح والحدائق العامة بعد الظهر. ويقول هركسهايمر " بعد الرحلة غرباً، على المسافر تجنب الضوء الساطع في الصباح والعكس في المساء. وعلى المسافر شرقاً السعي إلى ضوء الصباح". ولضمان النوم ليلة كاملة في اليوم التالي على المسافر النوم لأربع ساعات على الأقل في الليلة الأولى من وصوله إلى وجهته. لذلك، عليه أن لا يحاول البقاء مستيقظاً طوال الليل لضمان النوم ليلة كاملة في اليوم التالي. كما ينصح للمسافر ارتداء نظارات خاصة تم تطويرها في جامعة فلندرز في استراليا لتقديم جرعات من الضوء الأخضر. و يعد الضوء الأخضر واحد من موجات الأكثر فعالية في تقديم أو تأخير الساعة البيولوجية للجسم، مما يساعد في الانتقال إلى منطقة زمنية جديدة. ولأن الضوء الأخضر يقمع الميلاتونين، ينبغي استخدام النظارات عندما يريد المسافر تأخير أو وقف التعب. كما يدخل اختيار الطائرة المناسبة في التخفيف من إرهاق السفر. وقد صممت الطائرات الحديثة بميزات تحد من إرهاق الرحلات الجوية الطويلة وذلك من خلال تخفيف الضغط داخل الكابينة إلى أدنى مستوى مما يزيد من كمية الاوكسجين وبالتالي زيادة الاوكسجين في الدم والدماغ والحد من التعب والصداع. كما يجب على المسافر تجنب الكافيين والمنبهات الأخرى.