أشاد البروفيسور عائض بن محمد الزهراني، أستاذ التاريخ النقدي بجامعة الطائف، عضو دارة الملك عبدالعزيز، عضو اتحاد المؤرخين العرب، بالمضامين الضافية العميقة لكلمة خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – التي وجهها يوم الجمعة الماضي للأمتين العربية والإسلامية وللمجتمع الدولي، مشيراً إلى أنها كانت وجيزة ومركزة، لكنها تحمل الكثير من الدلالات والمعاني العميقة. وقال ل"الرياض" : من منطلق إيمانه بقضايا أمته الإسلامية والعربية، وما تمر به حالياً في أسوأ مراحلها التاريخية الدقيقة، والمنعطفات الخطيرة، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - خطاباً من قلب دام، يصدع بالحق، من غيرته الدينية، وقوميته العربية، وما يعانيه من ألم، ينزف من فؤاده ؛ لما يشهده العالم العربي من تطرف إرهابي أفرز حروباً مدمرة للإنسانية، قتلت العباد، ودمرت البلاد، في الوقت الذي جاءت فيه ممتزجة بصمت مطبق، من المجتمع الدولي بكافة مؤسساته ومنظماته، تجاه هذا الإرهاب والعنف والتدمير الصهيوني لسحق الشعب الفلسطيني في مجازر جماعية بشعة. ويزداد الألم والترويع إزاء ما يمارس على الشعوب العربية، من إرهاب وقلاقل، يقف خلفها خوارج العصر، ممن انحرفوا عن الطريق القويم، وأصروا على نشر أفكارهم التكفيرية، الموسومة بالتخلف والعنف، واستباحة قتل النفس المسلمة، والتفجير والتدمير، متدثرة بلباس الدين، مرتكزة على شبهات مختلة، مستخدمة الأساليب المدلسة، من زخرف القول والغرور والخيال والفتنة ؛ للتغرير بشباب الأمة ؛ ليكونوا وقوداً لحروب الضلال، وتشويه وتهديد الإسلام، في عقيدته، وأصول شريعته، ومفاهيمه الإسلامية النقية، حيث تسعى هذه الفئة إلى هدم العقيدة الإسلامية وإخراجها من مسار فكرها الصحيح، بتمرير ضلالات وخزعبلات على عقول المجتمعات ليعتنقوها، ويندمجوا بها، ويقوموا بانتهاك المحرمات وسفك الدماء وإشاعة الفوضى، واستخدام سلطة العنف. وأشار إلى أن كلمة خادم الحرمين الشريفين ركزت على ما دعا إليه منذ عقد من الزمن بإنشاء مركز لمحاربة الفكر الضال، وتجفيف منابعه، وردم مستنقعاته، وتدمير خنادقه، ولم يلق المقترح المتكامل وقتئذ أذناً صاغية من المجتمع الدولي، ولم تستثمر خبرة المملكة مع التطرف الإرهابي. وتابع القول : ها هم اليوم يستحمون في براكينه، ويكتوون من حممه، بألوانه المختلفة، من العصبية المذهبية البغيضة التي تشحن وتغذي الشعوب بالكراهية والفرقة والتشدد الممقوت، وقطع وشائج التسامح والوسطية، ونشر ثقافة الكراهية والقتل والتدمير، مشيراً إلى أنه رفع - حفظه الله - شعار توحيد الصف وجمع الكلمة لإنقاذ الأمة، ونبذ شعار التخاذل، والصمت المعيب، وأن الأمر يتطلب من العلماء المسلمين والمفكرين والمثقفين والإعلاميين بذل كل جهدٍ وطاقة، وأن يتصدوا بحزم لهذه الأفكار المشوشة والدعوات الضالة المنحرفة، مع مواجهة من يتبناها ويدعو لها من ذوي النفوس المريضة والضعيفة والمصالح الشخصية بالحوار والنقاش وتقويم الفكر والتفكير.