تظهر المملكة المتحدة حالياً إشارات قوية على التعافي الاقتصادي حيث تعدى إجمالي الناتج المحلي أعلى معدل له قبل فترة الركود الاقتصادي، كما أن أداء سوق العمل البريطاني يعد جيداً جداً مقارنة بفترات الركود الاقتصادي السابقة والأوضاع الاقتصادية الأخرى. لقد تعدت معدلات التوظيف أعلى مستوياتها السابقة قبل الأزمة الاقتصادية وانخفض معدل البطالة إلى أقل من 6.5%. علماً بأن خطة النمو الموضوعة من قبل الحكومة البريطانية تنتقل من مرحلة الطموح والآمال إلى الحقيقة والواقع. ونعمل حالياً على خلق نظام ضريبي تنافسي على مستوى عال – فنحن نطبق أقل معدل لضريبة الشركات ضمن مجموعة الدول الصناعية السبع، ونتبوأ المركز الرابع كأقل معدلات لهذه الضريبة ضمن مجموعة العشرين، ونعمل جاهدين على جعل المملكة المتحدة أفضل وجهة لتأسيس الأعمال التجارية في القارة الأوروبية وتمويلها وتطويرها (كما نرغب في رؤية زيادة في طلبات التمويل من قبل قطاع الشركات المتوسطة والصغيرة). لقد هبطت تكلفة تنظيم قطاع الأعمال التجارية بالمملكة المتحدة بنسبة 1.5 بليون جنيه إسترليني منذ عام 2011م. كما نعمل بنجاح على تشجيع الاستثمارات والصادرات كمسار لاقتصاد أكثر توازناً. ما تزال المملكة المتحدة تتبوأ مكانة رائدة للاستثمارات الأجنبية حيث تأتي في المركز الثاني كأحد بورصات الأسهم الأجنبية في العالم، كما نحتل المركز الثاني كأكبر مستقبل لتدفق الاستثمارات الأجنبية في الاتحاد الأوروبي. تعمل المملكة المتحدة على خلق قوى عاملة مؤهلة تكون أكثر تعليماً وبالتالي الأكثر مرونة في القارة الأوروبية. تدل المؤشرات على نجاح الإستراتيجية الصناعية البريطانية في المضي قدماً وتشمل القطاعات التالية: قطاع الفضاء الذي شهد نمواً بمعدل 5% سنوياً في الفترة من 2007 – 2013 قطاع الحاسب الآلي وخدمات المعلومات حيث تمتلك المملكة المتحدة أعلى معدلات للفائض التجاري في هذا القطاع ضمن مجموعة الدول الصناعية السبع. قطاع خدمات الأعمال حيث تحتل المملكة المتحدة المركز الثالث للمصدرين ضمن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. قطاع السيارات: لقد تبوأنا صدارة إنتاج السيارات داخل الاتحاد الأوروبي بالرغم من انخفاض معدل الإنتاج في الدول الأخرى منذ بداية الأزمة، ففي عام 2013 قامت المملكة المتحدة بإنتاج 1.6 مليون مركبة تم تصدير ما يزيد عن 80 % منها. وتجدر الإشارة أن هذه المؤشرات الإيجابية لا تحدث بصورة منعزلة. في هذا العالم الذي يضم الكثير من الدول الاقتصادية المترابطة، وبينما نمضى قدماً في تأسيس المزيد من الشراكات لا تزال المملكة العربية السعودية واحدة من أهم شركائنا، الذين نتعامل معهم باهتمام انطلاقاً من قناعتنا بضرورة أن نجعل المملكة المتحدة بيئة مضيافة جاذبة للمستثمرين ورجال الأعمال السعوديين، بل أكثر من ذلك حيث يتوجب علينا جعل المملكة المتحدة بيئة مضيافة للزوار السعوديين بصورة عامة، بالإضافة إلى الطلاب وراغبي قضاء العطلات أو للزائرين لأسباب أخرى لا تعد ولا تحصى. وعلى الرغم من أن بريطانيا تعد جزيرة وفقاً للمعايير الجغرافية، إلا أنها وفقاً للمعايير الوجدانية والسياسية والإنسانية هي أكثر من كونها جزيرة. وهنا دعونا نعود بالزمن إلى الوراء لفترة القرن السادس عشر والسابع عشر وعلى وجه الخصوص للمقولة الشهيرة للشاعر والكاهن الإنجليزي جون دون التي وصف فيها بريطانيا بأنها ليست "مملكة مكتملة" فحسب بل إنها جزء من القارة العالمية العظيمة وهي جزء لا يتجزأ من البشرية جمعاء ومن هذا المنطلق فهناك ثمة أمور كثيرة نتشارك بها مع المملكة العربية السعودية، فنحن نعمل على إحلال السلام والخير للبشرية جمعاء ونعتمد في ذلك على شركائنا مثلما يعتمدون علينا أيضاً من خلال التعاون، وبفضل مشيئة الله عز وجل سنتمكن جميعاً من تحقيق التطور على المستويين الاقتصادي والاجتماعي واستغلال كامل إمكاناتنا وقدراتنا. * القائم بأعمال السفارة البريطانية بالرياض