قتلت فتاة تبلغ من العمر 12 عاما واصيب تسعة اشخاص بينهم سبعة عسكريين بجروح، في تبادل لاطلاق النار امس بين الجيش اللبناني ومجموعة مسلحة في منطقة ذات غالبية سنية في مدينة طرابلس (شمال)، بحسب ما افاد مصدر امني. وتأتي هذه التوترات في المدينة التي شهدت اشتباكات عدة على خلفية النزاع السوري، وسط معارك متواصلة منذ السبت بين الجيش ومسلحين في محيط بلدة عرسال (شرق) الحدودية مع سورية، ادت الى مقتل 16 عسكريا وفقدان 22. وقال المصدر "قتلت فتاة تبلغ من العمر 12 عاما واصيب شخصان في منطقة باب التبانة (ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة السورية)، في تبادل اطلاق نار بين الجيش ومسلحين من المنطقة". واوضح ان الفتاة كانت في الشارع على مقربة من منزلها. ووقع تبادل اطلاق النار "بعد قيام مسلحين مجهولين باطلاق النار على باص كان يقل عسكريين اثناء مروره على الطريق الدولية من جهة التبانة"، بحسب المصدر. وقال الجيش في بيان ظهر امس انه عند "الساعة 5,55 (02,55 ت غ) من صباح اليوم - امس - تعرضت حافلة تابعة للجيش تقل عسكريين متوجهين الى مكان عملهم الى اطلاق نار من قبل عناصر مسلحة، ما ادى الى اصابة 7 عسكريين بجروح، تم نقلهم الى المستشفيات للمعالجة". واكد الجيش ان وحداته تلاحق مطلقي النار لتوقيفهم. وكان المصدر الامني افاد في وقت سابق ان الهجوم ادى الى اصابة ستة عسكريين بجروح. واشار المصدر الى ان المنطقة شهدت طوال ليل الاثنين الثلاثاء "اشتباكات متقطعة مع مجموعات مسلحة، ومنع الجيش محاولات عدة لقطع طرق". وامس، افاد مراسل فرانس برس في المدينة ان الجيش اللبناني ضرب طوقا امنيا حول مناطق التوتر في باب التبانة وقطع الطرق المؤدية اليها، مشيرا الى ان المحال التجارية مغلقة والحركة في الشوارع المجاورة خفيفة. وشهدت المنطقة منذ ليل الاثنين توترا على خلفية المعارك الجارية في محيط عرسال، بين الجيش اللبناني ومسلحين يعتقد انهم من الجهاديين. واندلعت المعارك السبت اثر هجوم المسلحين على مواقع للجيش، وقيامهم بدخول البلدة واقتياد عشرين عنصرا من قوى الامن الداخلي بعد اقتحام فصيلتهم. وادت المعارك الى مقتل 16 عسكريا بينهم ضابطان، واصابة 84 بجروح، وفقدان الاتصال مع 22 جنديا. وتجمع نحو 150 شخصا مساء الاثنين في باب التبانة قرب مركز للجيش احتجاجا على معارك عرسال، ما دفع عناصره الى اطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. وفي وقت لاحق، القى مجهولون اربع قنابل يدوية قرب المركز، ورد عناصر الجيش باطلاق النار، ما ادى الى اصابة شخصين بجروح، بحسب مصدر امني. كما حاول محتجون قطع الطريق الدولية من طرابلس الى الحدود السورية، ورشقوا بالحجارة باصا ينقل جنودا، ما دفع الجيش لاطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، دون وقوع اصابات. وشهدت طرابلس سلسلة من المعارك منذ اندلاع النزاع السوري منتصف آذار/مارس 2011، بين مجموعات سنية مسلحة في باب التبانة متعاطفة مع المعارضة، واخرى علوية موالية للنظام في منطقة جبل محسن.