العيد مناسبة يمتزج بها الفرح والسرور يلتقي خلاله الأقارب والجيران والأصدقاء والأحبة إنها نسمات جميلة ومعبّرة تخيّم على الجميع، فالكل يحاول أن يضفي جواً من الفرحة والمودة والسرور مع عائلته وأقاربه وكذا مع جيرانه وأصدقائه وأصحابه إنها فرصة عظيمة لصلة الرحم في زيارة الأقارب وإدخال السرور عليهم، وحتى من قد وقع بينه وبين أحد أقاربه أو أيّ من الناس خصام وتنافر أن يبدأ بالاعتذار والود والتسامح وأن يتذكر حينها عظيم الأجر والمثوبة التي سينالها من الله الغفور الودود بمن يبدأ بالعفو والصلح قال تعالى: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) فمن سمات العيد المحبة والسلام، لقد اعتصرت القلوب وسالت الدموع حزنًا على فراق شهر رمضان شهر المغفرة والعتق من النار.. فما أن بدأ حتى تسارعت أيامه ولياليه وانقضت إنها أيام وليال جميلة تشعرك بطمأنينة وروحانية سرعان ما رحلت، لقد جعله الله مباركاً يضاعف فيه الحسنات وتمحى السيئات ويزداد البذل والعطاء كأنه مضمار يتنافس فيه المتنافسون نسأل الله الكريم ذا الفضل العظيم لنا جميعاً ووالدينا وجميع المسلمين أن يجعل لنا أوفر الحظ والنصيب بالمغفرة والعتق من النار إنه جواد كريم، فرمضان وفي جميع أوقاته صباح مساء له طعم آخر حلو المذاق فيتمنى الإنسان أن يستمر مدى الحياة، فالسؤال لماذا نفوسنا ترتاح أكثر في رمضان؟ - فيأتي الجواب لأننا انشغلنا بالغاية التي من أجلها خلقنا الله، وذلك بفضل الله سبحانه وتوفيقه أن جعلنا نخلص أكثر في العبادة في هذا الشهر من صيام وتأدية للصلوات في وقتها وصلاة التراويح والقيام أيضا، والعمل على فعل الخيرات والبعد عن المعاصي والذنوب والتحلّي بالأخلاق الإسلامية، حتى ولو أن أحداً من الناس اختلف معنا رددنا عليه "اللهم إني صائم" وعندما يلتقي أحدنا مع أي أحد يعرفه سواء قريب أو غير ذلك يعرض عليه الجانب ليتناول معه الإفطار وان اعتذر يدعوه لطعام السحور وان اعتذر يلحّ عليه إلاّ أن يأتي غداً أو يأخذ معه موعدا "وغير ذلك من الكرم والإيثار أي في "منتهى الأخلاق" وما أن ينتهي هذا الشهر الفضيل إلاّ ويكون هناك تغيّر في البعض من الناس لما كان عليه من تصرفات سيئة.. في ازدرائه بمن حوله من الناس والتفاخر وحب الذات والانتقاص من الآخرين بأساليب مختلفة من كذب ونميمة وظلم.. فنسي هؤلاء أن تقوى الله في كل وقت وحين وليس في شهر رمضان فحسب!! قال أبو بكر الصدّيق "رضي الله عنه": وجدنا الكرم في التقوى، والغنى في اليقين، والشرف في التواضع. تقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير.