استطاع المهرجان السعودي الإماراتي عبر نسخته الأولى، والذي انطلقت فعاليته منذ الجمعة الماضية بمركز الملك فهد الثقافي "قرية المفتاحة"، أن يكون بيئة جاذبة للزوار والسياح من داخل منطقة عسير وخارجها، ففعالياته وبرامجه المتنوعة بين التراثية والفنية والعلمية والثقافية والفكرية أعطت الزوار مائدة دسمة للاختيار بما يتلاءم مع اهتماماتهم. حيث ثمّن عدد كبير من زوار المهرجان فعالياته المغايرة، واعتبروها إضافة مهمة لقطاع السياحة والتراث والفن في مدينة عسير، ورأوا أن نسخته الأولى تميزت بالثراء والتنوع والتميز من قبل المشاركين في معارض الفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي والفرق الشعبية إلى جانب مشاركة الحرفيين والحرفيات من الجانبين السعودي والإماراتي. مهرجان مغاير في البداية ذكر المواطن زياد العلي "أن المهرجان السعودي الإماراتي ارتدى حله بهيجة بإطلالته في نسخته الأولى بشكل مغاير عما اعتاد عليه السياح كل عام، حيث اكتسب مزيدا من الجمهور يوماً بعد يوم، نظراً لما يتمتع به من طابع خاص، بجمع ثقافة بلدين في مكان واحد". وأضاف أنه بين المهرجان مدى غنى وتنوع الفعاليات التي قدمها لزواره، بالإضافة إلى "التنظيم الرائع" الذي كان واضحاً وجلياً لدى كافة شرائح جماهير المهرجان، مشيراً بنفس الوقت أن عدد زوار المهرجان المتزايد دليل على التعطش الجماهيري لأبناء وزوار المنطقة للفعاليات والمهرجانات التي تعد البديل الأمثل لهم عن السفر خارج المنطقة. أهمية المهرجان ويشير ماجد العامر، أحد الزوار الحريصين على حضور فعاليات المهرجان، إلى أن إقامة المهرجان في مركز الملك فهد الثقافي "قرية المفتاحة"، يقدم رسالة إلى الجميع مفادها الاهتمام بالموروثات القديمة والعادات والتقاليد العربية الأصيلة، ففيه يجد الزائر عبق التاريخ والاهتمام بالماضي والحاضر والمستقبل. ويشيد العامر بالجهود المبذولة التي يقوم بها مسؤولو إدارة المركز وما يقومون به من تلبية رغبات الجمهور والوصول إلى واجهة مشرفة للمنطقة، لافتاً إلى بعض الملاحظات التي يتمنى تداركها في المهرجان، ومنها إيجاد حلول عاجلة ودائمة لمشكلة مواقف المركبات. الأكثر جذباً وعن أبرز الفعاليات التي ينتظرها الجمهور، يرى إبراهيم الرميح أن العروض الشعبية تمثل أكبر نسبة مشاهدة ومتابعة من الجمهور مقارنة بالفقرات الأخرى، وقال: "في ظل ذلك نتمنى أن تحرص إدارة المهرجان على التنوع في الفقرات الاستعراضية مع التركيز على الفقرات التراثية العربية الأصيلة". مضيفاً أن المهرجان السعودي الإماراتي أحد المقومات الضرورية للنهوض بالقطاع السياحي وتنشيط السياحة والتعريف بعسير كإحدى الوجهات السياحية في المنطقة. سياح من الخليج ويستقطب المهرجان السعودي الإماراتي زوارا خليجيين، من بينهم القطري أحمد الهاجري، الذي يقول «شهدت عسير خلال الأعوام الأخيرة تطورا كبيرا في مختلف المجالات ما جعلها أحد المقاصد المهمة لدى الكثير من العائلات القطرية»، مؤكدا أن اسم عسير يتردد كثيرا خلال الإجازات السنوية عند أغلب المواطنين القطريين . ويضيف أن قرية المفتاحة هي أشهر الأمكنة التراثية وأحد معالم عسير التي يحرص الكثير من القطريين على زيارتها خلال فترة تواجدهم بعسير، لافتا إلى أن شكل وطابع المهرجان السعودي الإماراتي يجعل الزائر يعيش في الماضي الجميل ويتعرف أكثر على التقاليد والعادات . زخم سياحي بدوره، أبان رئيس الوفد الإماراتي المشارك بالمهرجان سعيد بن سليم العامري، أن المهرجان حظي بإقبال جماهيري كبير منذ انطلاقته الجمعة الماضية، وهو ما يعكس انطباعاً جميلاً لما يقدم لذائقة الزائر، مضيفاً أنه بدأ العمل في تقديم ورش تدريبية بين تشكيليي دولة الإمارات ومنطقة عسير وذلك لتبادل الثقافة التشكيلية بين البلدين. وذكر أن الوفد المشارك في المهرجان ضم (50) فرداً، مكون من فريق إداري من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وعدد من الفنانين والمصورين الفوتوغرافيين والحرفيين، إلى جانب فرقة شعبية قدمت فنون تراثية لدولة الإمارات منها فنون (العيالة) و(الحربية) و(الليوا) و(الهبان) و(الانديما). وثمّن العامري في ختام حديثة كريم الدعوة التي تلقاها من لدن أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد لمشاركة دولة الإمارات في زخم السياحي بعسير، الذي قوبل بالترحيب من وزير الثقافة والشباب الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان. نسيج الثقافات وفي السياق، بين مدير المهرجان السعودي الإماراتي عبدالرحمن عسيري، أن المهرجان انطلق في الأول من أغسطس ويستمر حتى الثامن من ذات الشهر، وأن فعالياته تبدأ الساعة الرابعة عصراً بصفة يومية طوال مدة المهرجان بقرية المفتاحة، مشيراً إلى أن برامجه شملت معرضاً للفنون التشكيلية وآخر للتصوير الفوتوغرافي وورش عمل لهما، شارك فيها فنانون من الجانبين السعودي والإماراتي، إلى جانب العروض الشعبية التي لاقت رواجا ونسبة عالية من الجماهير، والتي تقدم على فترتين، الأولى عند الخامسة عصراً والثانية التاسعة مساء. ولفت عسيري إلى مشاركة الحرفيين والحرفيات من دولة الإمارات في ساحة العروض، بجانب عدد من الحرفيين السعوديين لعرض منتجاتهم، مضيفاً أنه سيقدم وثيقة إلكترونية بعنوان "حب وولاء"، عبارة عن رسائل إلكترونية يكتبها زوار المهرجان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. اتفاقية شراكة من جانبه، أكد مدير مركز الملك فهد الثقافي "قرية المفتاحة" محمد السريعي، أن مثل هذا المهرجان هو باكورة أعمال وفعاليات سيحتضنها المركز في المرحلة المقبلة، مشيراً في الوقت ذاته أنه سينتج من خلاله إبرام شراكات مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بدولة الإمارات في عدد من المجالات الفنية والثقافية والشبابية. وأوضح حرص ومتابعة سمو أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية الأمير فيصل بن خالد المباشرة لإنجاح المهرجان، وحرص مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار أمين عام مجلس التنمية السياحية بالمنطقة المهندس محمد العمرة الذي يعمل على متابعة سير المهرجان بصفة دائمة. جانب من العروض الشعبية الإماراتية وأخرى من عسير جانب من العروض الشعبية الإماراتية