معظم البشر لديهم ردة فعل مباشرة تلقائية وسريعة مع كل موقف يواجهونه، وقوة شخصيتهم أو ضعفها تنكشف في ردات فعلهم هذه، فإما هي متحكمة أو مسلوبة الإرادة!!. وفي محاولة الفرد لتنمية ذاته فإن أول ما يجب الانتباه له من سلوكه العام ردة فعله. ويمكن له ذلك إما بمراقبة نفسه أثناء المواقف المختلفة التي تمر به واكتشاف سلوكه، أو أنه يتخيل تلك المواقف ويسأل نفسه عن كيف تكون ردة فعله؟ ليس من الضروري أن تعرف السلوك المناسب الذي يتوافق مع الموقف ولكن مرحلياً أنت في حاجة لتغيير أسلوبك في التعامل، المهم أن تتمكن من تحدي السلوك الذي طالما تعودت عليه وعرفك الناس به، وتوقفه، ولو تبقى ساكناً وهادئاً دون أي ردة فعل. تذكر دوماً أنك أمام خيارين،إما أن تكون سلبياً فتترك الأحداث السيئة هي التي تقرر مستقبلك، أو تكون إيجابياً فتضبط ردة فعلك تجاه تلك الأحداث كي تقرر مستقبلك بنفسك. ومن اليوم فصاعداً، بدلاً من التفكير بطريقة خاطئة في التخلص من الضغوط إلى الأبد فكر بطريقة مختلفة ومميزة ومعبرة وسهلة وممكنة، فكر بتغير ردة فعلك السلبية تجاهها. وتذكر أيضاً أن المشاعر والعواطف مثل المصعد ترتفع وتنخفض، فاحذر أن تكون مجرد ردة فعل للآخرين والأشياء من حولك وكأنك مسلوب الإرادة والتحكم، إن عليك أن تحتفظ بردة فعلك المناسبة التي تختارها للموقف الحادث عن وعي وتحكم واختيار وليس تلك الردة التلقائية والسريعة والهوجاء التي تفتقد للرؤية والحكمة والاستقلالية. انتبه لمشاعرك وحافظ على هدوء أعصابك كي تتحكم في ردة فعلك فلا تؤذي ذاتك، فالشحنات الانفعالية الزائد يحاول الفرد تفريغها فيمن حوله، وربما تكون ردة فعلك السلبية سبباً في ابتعاد الآخرين عنك. سيطر على غضبك ولا تسمح لأحد أو شيء بأن يملي عليك ردة فعل لا يرضاها دينك وعقلك وأخلاقك، اختر سلوكك بنفسك وعن ثقة بأنه يمثل ما تحمله من قيم نبيلة. إذا واجهت سلوكاً غير مرغوب من أي أحد – خصوصاً القريبين منك- فكي تتحكم في ردة فعلك: إن كنت واقفاً اجلس، وإن كنت جالسا فاسترخ، خذ نفساً عميقاً، استغفر، لا تستعجل، تحكم وفكر باختيار أسلوب مناسب. عندما تحمل معتقدات وأفكاراً خاطئة ومحرفة ومشوهة بالتأكيد سيكون تفسيرك للأشياء والاحداث منحرفة وعندها ردة فعلك ستكون مسخاً مشوهاً، لذا اهتم بتعليم وتنمية نفسك ونم معها مداركك وثقافتك، تذكر أنك إنسان ولست حيواناً لا يأتي إلا بسلوك واحد وردة فعل واحدة. كن منفتحاً على كل جديد، جرب، اكتشف، لا تحرم نفسك. إحذر أن تغير مبادئك وقيمك الإنسانية وأخلاقك الحميدة بسبب ضعف نفس من تتعامل معه، لا تكن أبداً ردة فعل لأحد مهما كان، وإنما حامل مشعل الخُلق الحسن.