وأضع هنا نصيحة ورأي "تقبل الخطأ والصواب" على المستثمر والمتعامل بالسوق السعودي الأن، أن يعي أن قواعد السوق تتغير يوما بعد يوم، وهي للأفضل بالطبع ولكن لمن؟ للمحترف والمستثمر وبعيد النظر والرؤية ومن يراهن على الزمن، وان السوق يكبر ويزداد عمقا وتنوعا بالشركات والقطاعات، وان اللاعبين بالسوق أصبحوا أكثر احترافية من السابق وهذا يأتي بتدرج، ولكن الأهم هو الأجنبي القادم، الذي له صورة وتصور مختلف، واحترافية أكبر وخبرة ومعرفة، ولا أريد أن أصور من يأتي لسوقنا انه يتفوق علينا فكرا وخبرا ومعرفة، بقدر أنه سيزاحمك على الفرصة بالسوق، وسيكون أكثر انتقائية ومعرفة للأهداف، يجب أن نغير تدريجيا نمط المضاربة الغالب إلى الاستثمار الذي هو أقل توجها وهدفا للكثير، رغم أهمية المضاربة ودورها في إثراء وديناميكية السوق إلا ان الاستثمار هو الأساس، انظر لكبار رجال الأعمال في العالم هل هم مضاربون أم مستثمرون؟ يجب التركيز الاستثماري والانتقاء الجيد ففرص اليوم لن تكون كالغد، والفرص لا تنتهي على أي حال في الأسواق، وإلا كانت ماتت الأسواق وتوقف الناس، فهي تعيش على أن كل يوم هناك فرصة، وهذا ما يجذب للأسواق ويميزها ويستمر زخمها بلا توقف، على المتعامل بالسوق أن يتغير ويتبدل قبل أن يجبر على مسار قد لا يتوائم ويفهمه بسرعة، وهذا ما يعزز قوة السوق بأنها أكثر عمقا وصعوبة وعمقا، وهذا ما يطمح له في النهاية، ستنتهي نظريات كثيرة ومثال ذلك نظام "القروبات" للمضاربين، فالسوق تتعدد الخيارات به، وفي الأساس المضاربون لا يتفوق في النهاية فهي كالسياسة تجمعهم المصلحة ولا يلتزمون بما يتفقون به غالبا هذا ما يتداول، كل ذلك سيتغير مع الزمن والوقت؛ وهو ما يحدث فسوق 2006 ليس 2014 بالتأكيد في كل شيء، رغم النمط السلوكي المتشابه، ولكنها تتغير. يجب أن لا تعتقد ان الاستثمار هو سنة وسنتين بل سنوات لا تقل عن خمس أو عشر سنوات، وان كنت من مفضلي المضاربة، فهل تملك أدواتها وفنها ومعرفتها وخبرتها، اسأل نفسك عن قدراتك، ولا تلوم في الخسارة أحدا فهو قرارك وخيارك، لأنك لا تسأل من ربحك حين تربح، ولكن تسأل حين تخسر، يجب تتغير هذه القواعد وتكون من يتحمل المسؤولية وتبحث وتحلل وتقرأ وتدقق وتسأل أهل الخبرة، الأسواق ليست بالسهولة المتوقعة فهي ليست مجرد مال ومحفظة تباع وبيع وشراء، هي مهنة وحرفة وخبرة وفراسة ودراسة وعلم وكثير من المتغيرات.. قيم نفسك، أين أنت من كل ذلك؟. نكمل غداً..