صدر عن دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الترجمة العربية لكتاب "أتيلا الهوني، ملك البرابرة وسقوط روما" للمؤرخ البريطاني المعاصر جون مان المتخصص في الصين ومنغوليا. ويُعد الكتاب واحداً من أهم الكتب التاريخية التي تناولت تاريخ قبيلة الهون على مدى عدة قرون، حيث كانت تقيم في إقليم منغوليا في الصين. ربما كانت قبيلة الهون واحدة من قبائل البرابرة المزعجة التي صعدت ثم سقطت، لولا أنموذج أصلي لأتيلا يتسم بالقوة إلى حد استثنائي ويدعى (موتون) وقد صعد نجمه في عام 209 قبل الميلاد، كان موتون قد قدمه والده طومان رهينة إلى إحدى القبائل ليتخلص منه، لكن موتون استطاع أن ينجو وينتقم من أبيه ويقتله كما قتل كثيرين، واتخذ من جمجمة أحد الحكام المجاورين كأساً له والتي أصبحت ترمز للقوة المعتادة للحكام من البدو الرحل. وبعد ذلك بنى موتون إمبراطورية تمتد على مساحات شاسعة، وكان الهون يوسعون إمبراطوريتهم على مر العصور بالاستيلاء على مناطق جديدة، حتى جاء دور روما التي تحالفت مع القوط لمواجهة جحافل البرابرة من آسيا الداخلية بيد أنه لا سبيل لمقاومة الهون الزاحفين حتى قرعوا أسوار روما في منتصف القرن الخامس الميلادي على يد ملكهم أتيلا الشجاع الذي اعتاد أن يستغرق في اللهو والملذات وكثرة الشراب التي قضت على حياته بعد أن كان يخوض أعتى المعارك، ويخرج منها منتصراً. ما من أحد يعلم من أين جاء قوم أتيلا، فقد قيل إنهم كانوا يقيمون ذات يوم في بقعة ما وراء حافة العالم المعروف، شرق مستنقعات الميوسين؛ أي بحر أزوف الضحل والممتلئ بالرواسب الطينية، في الجانب الآخر من مضيق كيرش الذي يربط هذا البحر الداخلي بالأصل المنبثق منه، ألا وهو البحر الأسود. ويقول المؤلف: "بأنه لا تسعفنا اللغة بقدر كبير من المعلومات في البحث في أصول الهون، وعلى الرغم من قيام أتيلا بتوظيف المترجمين والكتبة، إلا أن أياً منهم لم يكتب باللغة الهونية، وإنما باللاتينية أو اليونانية اللتين هما لغتا الثقافة السائدة، مع ما تتسمان به من تحامل بنيوي على لغات البرابرة". الجدير ذكره أنه سبق لدار الكتب الوطنية أن أصدرت كتابين مهمين لجون مان أحدهما عن "جنكيز خان" والآخر عن "كوبلاي خان".