لو أوكلت لأي شخص رياضي منصف مهمة تقييم لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم، وطلب منه اختيار اللجان التي من الممكن إنصافها ووضع العلامات المرضية حتى يدعمها وتواصل عملها نحو تقديم المزيد من العمل والتطوير، فلن يتردد باختيار لجنة الاحتراف أولا ولجنة المسابقات ثانيا ولجة الاستئناف ثالثا، عطفا على الأداء المميز وندرة الاحتجاجات على هذه اللجان، أما لو طُلب منه تعبئة استبيان اختيار اللجان الأسواء فحتما سيضع في المرتبة الأولى لجنتي الانضباط والتحكيم اللتان ستحصدان علامات سوء العمل كاملة بلا منافس بدليل احتجاجات الوسط الرياضي ضدهما بشهادة أعضاء الجمعية العمومية الذين أصدروا بيانهم الشهير قبل فترة قصيرة، وعلى الرغم من ذلك أعيد تشكيل اللجنتين الأسواء مع بقاء رئيس كل لجنة في الوقت الذي تم حل لجنة تعد من أفضل اللجان وهي "الاستئناف" وسط استغراب الكثير الذي جزموا أن الإبعاد سيشمل إبراهيم الرئيس وعمر المهنا والإبقاء على الدكتور هادي اليامي الذي تصدت لجنته للكثير من القرارات الخاطئة فنقضتها بكل شجاعة وضيقت الخناق على الأخطاء القانونية ما وضع الانضباط في زاوية ضيقة. المهنا يفترض على الاتحاد السعودي وهو الذي أكد على لسان رئيسه أحمد عيد عدم التدخل في عمل اللجان القضائية (وهذا غير صحيح لأن رئيس الاتحاد من صلاحياته كل شيء ويفترض أن يعرف كل صغيرة وكبيرة،) مادامه أبقى رئيسي الانضباط والحكام أن يبقي اليامي لأن لجنته قدمت عملا مميزا، وكانت تتعامل مع ما يجري وفق اللوائح، لا وفق الأهواء وتداعيات مايحدث وخشية ردة الفعل، وهذا مع الأسف جسدته لجنتي الانضباط والحكام على أرض الواقع حتى شوهت الموسم وجعلته الأسوأ كما أكد الكثير من الزملاء، إلا إذا كان أحمد عيد واتحاده يرى أن الاستئناف أحرجتهم، وبالتالي ضرورة إبعاد رئيسها القوي من خلال الالتفاف بإعادة تشكيل اللجان، فهنا نسأل لماذا لم يحظى اليامي بما حظي به الربيش والمهنا وهو البقاء على الرغم من أنهما الرئيسين الأسوأ في اللجان، أم أن الاتحاد يعمل بطريقة مقلوبة وهي إبعاد الأفضل وإبقاء الأسوأ. البرقان حل لجنة الاستنئاف وهي اللجنة القضائية والتي لم يبدر منها أخطاء كأخطاء الانضباط والحكام ليس له مبرر سوأ أن هناك من أراد أن يتخلص من يقظة هذه اللجنة بهذا القرار الذي كانت لجنتي الانضباط والحكام أولى به بدلا من "الالتفاف" على الواقع، وإيهام الشارع الرياضي أن هناك تغيير بينما الحقيقة تقول أن هذا التغيير تم لأن هناك لجان ترفض المجاملات وتعمل وفق اللوائح الموجودة لذلك أصبحت ضحية للتغيير المضحك، عكس اللجان الأخرى التي تعتبر قريبة من الرئيس فجاء البقاء مجاملة لها، وأي شخص لو تعرض للانتقادات مثل مايتعرض له المهنا والربيش لقدم استقالته من دون تردد ليس عدم تحمل لهذه الانتقادات وإنما اعتراف بالحقيقة المرة وهي عدم القدرة على النجاح.. ولكن.