شارك آلاف اليمنيين في صنعاء في جنازة اللواء الركن حميد القشيبي قائد أحد ألوية لمدرعات بالجيش الذي قتل أثناء القتال المتمردين الحوثيين في محافظة عمران. وورد نبأ مقتل اللواء حميد القشيبي قائد اللواء 310 المدرع في التاسع من يوليو وتلا ذلك مباشرة سقوط محافظة عمران في أيدي المتمردين. وسارت الجنازة في شوارع صنعاء وحمل المشيعون صور العميد القشيبي ولافتات عليها عبارات عدائية للحوثيين. ووجه اللواء عبد ربه القشيبي مدير الأكاديمية العسكرية العليا رسالة إلى "الأرهابيين" أثناء الجنازة. وقال "رسالتنا إلى كل خائن أن يراجع حساباته ودم الشهيد هذا لن يروح هدرا أبدا". وفي مدينة عمران التي شهدت اياماً دموية، بدأت الحياة تدب من جديد بعد توقف المواجهات بين الحوثيين وقوات من الجيش ومسلحين قبليين موالين لحزب التجمع اليمني للإصلاح قبل اسبوعين، وسيطرة الحوثيين عليها بعد مقتل قائد اللواء 310 العميد حميد القشيبي وسيطرة الحوثيين على اللواء بأسلحته. الطريق تبدو سالكة الى مدينة عمران التي تبعد قرابة 50 كم شمال العاصمة صنعاء، لكن المواطنين الذين عادوا إلى المدينة يشكون انعدام الخدمات الأساسية. فمحسن الجناتي من ابناء المدينة والذي التقيناه بجانب خزان مياه يقول ان المدينة بحاجة الى استعادة الخدمات الأساسية، وتطبيع الحياة. فآثار الدمار تبدو جلية في بعض المباني الحكومية وبعض المنازل، اذ يشكوا حسين احمد السنحاني (60 عاما) من تدمير منزله جراء تفجير الحوثيين لمنزل اسرة آل الاحمر في منطقة الجنات شمال مدينة عمران. يقول السنحاني والغصة تقتله :"لقد دمر منزلنا ولم يبق لنا غرفة نسكن فيها.. كل شيء تحول لحطام.. من سوف يعوضنا؟". وبعد قرابة ثلاثة اشهر من المواجهات، سقطت مدينة عمران بشكل درامي في الثامن من يوليو الجاري، وانسحب المسلحون القبليون، وسيطر الحوثيون على بعض مقرات الامن والجيش، وجرت مفاوضات على ضمان خروج امن لقائد اللواء 310 العميد حميد القشيبي، لكن هذا الاتفاق لم يحترم، وجرت تصفيه القشيبي مع بعض مرافقيه. كان رأس القشيبي ثميناً بالنسبة للحوثيين الذين ظلوا يطالبون بإقالة القشيبي وإخراج لوائه العسكري من المدينة، بعد اتهامه بموالاة اسرة الاحمر، وحزب الاصلاح. ما زال سقوط مدينة عمران بهذا الشكل سرا لم تتكشف اسراره بعد، وسط لغط كبير وتسريبات عن وجود مؤامرة او خيانة، او غيرها. الرئيس عبد ربه منصور هادي قرر بنفسه زيارة اسرة القشيبي وتقديم العزاء، وبعدها بساعات وقبل ان يوارى جثمان القشيبي الثرى، اقدم الرئيس على خطوة شجاعة وغير مسبوقة وهي زيارة مدينة عمران في موكب كبير، ليوجه رسائل عدة، اهمها القول إن الدولة استعادت السيطرة على المدينة من الحوثيين، وبسط هيبة الدولة في هذه المحافظة التي تعد مفتاح العاصمة صنعاء الى مناطق شمال البلاد، ومن يسيطر عليها امنيا او سياسيا، يمتلك نفوذاً قوياً للتأثير في صناعة القرار السياسي بصنعاء.