في السابق كنا ننتظر في كل شهر لنرى تقييم المنتخبات من قبل الفيفا لنتباهى بمنتخبنا وما وصل إليه من مراكز متقدمة، ولكن للأسف من بعد المشاركة في كأس العام 1994 ووصوله للمركز 28 عالميا الذي كان هو قمة الهرم للمنتخب السعودي وبدأ الانحدار بشكل بسيط ومتذبذب ومع ذلك كنا نحقق نتائج إيجابية فحقق منتخبنا كأس آسيا عام 1996 والوصيف عام 2000 وعام 2007 وبعدها بدأ الترنح يتضح أكثر وما إن استلم زمام التدريب المدرب الهولندي فرانك ريكارد كان الإبحار والتراجع سريعا حتى وصل الأخضر إلى الترتيب 110 متراجعاً بذلك عن منتخبات كنا ننهي اللقاء معها بالخمسة والأربعة. وبعد استلام المدرب الاسباني دفة التدريب بدأت الهيبة تعود بتدرج وتتقدم المراكز لمنتخبنا الوطني وحصد المركز الأول في مجموعته الآسيوية ولكن ما يعاب على هذا المدرب عدم إجادته لاختيار المنتخبات التي سيلاعبها ودياً فشاهدناه يلاعب المنتخب الاسباني بطل العام والمنتخب الأرجنتيني ومن ثم نشاهده بالمعسكر الذي اختار أن يكون في اسبانيا وربما يفسر المعسكر بأنها إجازة مدفوعة الثمن لهذا المدرب الأسباني لوبيز كارلو فقد شاهدناه يختار منتخبات يلاعبها وديا أقل المنتخبات الأوربية لينتهي المعسكر وقد تراجع الأخضر 15 مركزا ليصبح في الترتيب 90 بدلا من 75 فقد خسر لقاءه الأول برباعية نظيفة من منتخب مولدوفا وبعده خسر بهدفين نظيفين أيضاً من منتخب جورجيا المتأسس عام 1990 والذي وقت تأسيسه كنا نقارع كبار آسيا وان لم نكن البطل فالوصيف. وأرجع أسباب هذه الخسائر للجهاز الفني والإداري فشاهدنا اللاعبين قد مروا بموسم طويل ومنافسات متنوعة بين البطولات الداخلية الثلاث ولبعض الأندية المشاركات الخارجية وشاهدنا بعض اللاعبين يخرج من مباريات فريقه في ختام المشاركة الخارجية ليلتحق بالمعسكر الذي لا أرى مبرراً لإقامته في هذا الوقت فلا يوجد أي استحقاق للمنتخب السعودي في الوقت الراهن وعلى ذلك نبني عطاء اللاعبين الذين يشاهدون زملاءهم غير المنضمين لمعسكر المنتخب يتمتعون بإجازاتهم السنوية والتي هي الفرصة الوحيدة لهم لالتقاط أنفاسهم مع ذويهم وأسرهم بعد إرهاق الدوري الطويل وكيف سنرى نتائج من اللاعبين على أرض الملعب وهم في قرارة أنفسهم يعلمون بأن هذا المعسكر لا قيمة له لعدم وجود أي مشاركة للمنتخب في هذه الفترة وربما أن لوبيز يسير على خطى ريكاد بالتمليل والتخبط حتى يلغى عقده ويظفر بالغنيمة الكبرى التي يبحث عنها بعض المدربين المرتزقة وهي الشرط الجزائي. فكم كلف خزينة الاتحاد السعودي حضور المنتخبات العالمية الكبيرة أو اللعب معها مباريات ودية وما هي الفائدة التي جناها منتخبنا من تلك المباريات إلا العودة خطوات إلى الخلف بتصنيف الفيفا، ولكن ما أراه من فائدة وهي أشبه ما تكون بذر الرماد بالعيون هي التشدق والكتابة بالبنط العريض سنلاقي المنتخب الفلاني الذي سيحضر ويلعب بكامل نجومه فقط. لماذا لا نأخذ عبرة ممن سبقونا بشتى المجالات وعلى سبيل المثال المنتخب الألماني وهو بطل العالم الحالي الذي يحسن الاختيار دوماً لمن سيلاعب وديا فأتذكر جيداً عندما خرجت القرعة لنهائيات كأس العالم 2002 ووضعته في رأس المجموعة التي تضم منتخبنا ذهب ليلاقي المنتخب الكويتي بشكل ودي لتقارب المستوى بيننا وبين المنتخب الكويتي حتى يعلم الألمان كيف سيكون اللقاء المرتقب ومنينا بالثمانية التاريخية منهم هنا يكون التخطيط السليم والخطط العلمية المدروسة وليس روزنامة الاتحاد السعودي الذي يختار مرة بطل العالم وأوربا ومرة منتخبات مغمورة ليس لها أي حضور دولي يذكر.