تفاقمت أزمة المياه بمنطقة عسير خلال الأسبوع الجاري وطال انتظار المواطنين بغية الحصول على صهاريج ماء إذ يمتد إلى يومين كاملين، وقد يزيد عنهما. وللحصول على المياه يجب أن تذهب إلى محطات التوزيع قبيل صلاة الفجر والانتظار حتى يحين توزيع الأرقام بعد السادسة صباحاً، وعندما تحظى برقم ينبغي عليك المتابعة والمرابطة حتى تحصل على كرت الماء الذي قد يكلفك يومين من الترقب والانتظار. ووسط هذه الأزمة قامت "الرياض" بجولة صباحية على محطة توزيع المياه لمدينة أبها والتي تقع بجوار مستشفى عسير المركزي بالقرب من عقبة ضلع من الساعة 5:00 ص إلى 8:00 ص، وبدأ تدافع المواطنين والمقيمين عقب انتهاء صلاة الفجر مباشرة بسبب الزحام الكبير في صالة الانتظار التي كانت تعج بالحركة وبالحرارة العالية والرطوبة المرتفعة، حيث لم يتم تشغيل المكيفات مما أدى الى إزعاج الناس ولاسيما وأنهم صائمون مما زاد الأمر سوءاً. فيما تواجد الموظفون عقب الساعة السادسة واخذوا ينادون بالأسماء التي يتم تسجيلها مسبقاً، وحدث الكثير من الجدال والتوقف عدة مرات حتى حضر رجال الأمن، إلا أن الأمر بقي كما هو عليه، ووسط هذه المطالبات والنداءات من المواطنين بصرف الأرقام تزداد الحرارة ويزداد القادمون بغية الحصول على رقم جديد مما زاد مشقة الكثير من الصائمين وكبار السن والمرضى. عدد كبير من المواطنين والمقيمين ينتظرون للحصول على رقم وقال أحد المواطنين (محمد علي عسيري): "مع الأسف تتكرر الأزمات في طلب المياه هنا وخاصة في فصل الصيف وأبها مدينة سياحية وقد ذكر الكثير من المسؤولين أن ذلك سيصبح شيئاً من الماضي إلا أن هذا لم يحدث". وتحدث عدد من المواطنين عن معاناتهم مع أزمات المياه المتكررة خلال الصيف، ولفت بعضهم إلى أنهم انتقلوا من منازلهم الى شقق مفروشة للتفرغ للصيام والعبادة، مطالبين بسرعة حل الأزمة واعتماد المرحلة الثالثة لمحطة الشقيق حيث إن كميات المياه المصدرة الى عسير لا تفي بالغرض لاسيما وان المنطقة بها كثافة سكانية عالية وتزداد وتتضاعف خلال أشهر الصيف. وكان بيان قد صدر من المؤسسة العامة لتحلية المياه، أشارت فيه إلى أن محطة تحلية "الشقيق 1" تعمل حالياً بطاقة إنتاجية تصل إلى 110 % ليصبح إنتاجها اليومي 105 آلاف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، في حين أن معدّل إنتاج محطة تحلية "الشقيق 2" حالياً يتراوح بين 170 و190 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً وبنسبة 85 - 90% من الطاقة التصديرية للمحطة والبالغة 212 ألف متر مكعب يومياً"، مضيفة أن "إنتاج المياه من محطتي التحلية بالشقيق منذ بداية شهر رمضان وحتى يوم 19 من الشهر نفسه، بلغت 5.272.316 م3، وهي كمية مماثلة لما أنتجته المحطتان خلال الفترة ذاتها من العام المنصرم"، مشيرة إلى أن كمية إنتاج المياه من المحطتين منذ بداية العام الجاري وحتى الآن حوالي 68 مليون م3، بزيادة قدرها 10.2% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. بينما، اعترفت مديرية مياه عسير بوجود أزمة مياه في المنطقة من خلال بيان إلحاقي، أكدت خلاله أنها توزع ما يصلها فقط من المؤسسة العامة لتحلية المياه، معتبرة أن البيان الأول الذي صدر عنها في 11 رمضان الجاري كان مبنياً على وضع المحطات تلك الأيام، وكمية المياه المصدرة للمديرية من المؤسسة، حيث تضمن البند الثاني من البيان وجود نقص في كمية المياه التي تصل للمنطقة وهذا النقص خارج عن مسؤوليات المديرية واختصاصها وصلاحيتها. رجل الأمن يحاولون تنظيمهم السيارات تقف في منطقة محظورة داخل إحدى المحطات