بينت دراستان طبيتان جديدتان أن الإخفاق أو تناقص القدرة في التعرف على الروائح المختلفة وتمييزها يعتبر من العلامات والأعراض الأولية المبكرة لمرض الخرف أو الزهايمر. وتم عرض نتائج هاتين الدراستين واعتماد هذا الاختبار البسيط في المؤتمر الدولي لمرض الزهايمر الذي أقيم في مدينة "كوبنهاغن" مؤخراً. وأجريت هذه الدراسات في مراكز الأبحاث الطبية لجامعتي "هارفارد" و"كولومبيا" بالولايات المتحدةالأمريكية بعد أبحاث مستفيضة لفترة طويلة في هذا الشأن. وأثبتت الدراسات أن الفشل في تحديد نوعية ومصدر الروائح ينتج عن فشل بعض مراكز الدماغ في أداء وظيفتها لموت الخلايا فيها أو تلفها تماماً. وينتج هذا الخلل أو الفشل في تنفيذ وظائف مراكز الدماغ بشكل عام لتراكم وترسب بروتين بيتا اميلويد في أدمغة المسنين وبالتالي تضررها وتوقف بعض مهامها الرئيسية التي تعتبر التذكر من أهمها وما يتبعها من تعطل بعض الحواس المرافقة. ونبهت هذه الدراسات إلى أن هناك عدة عوامل خارجية وإضافية قد تؤثر على حاسة الشم عند كبار السن ولكن ذلك لا يمنع أن يكون الإخفاق المبكر في هذه الحاسة هو من مؤشرات بداية مرض الخرف وأعراض الزهايمر على العموم. ويتدخل مركز الذاكرة في الدماغ في حفظ أساسيات ومبادئ التصنيف عند الإنسان بشكل عام وعند تأثر الخلايا المسؤولة عن ذلك أو فقدنها وتلفها وتعطلها فإن هذه الصفة لا تعمل مما يجعل من يتعرض لذلك يواجه صعوبات في بعض وظائفه الحسية وعند حصول ذلك دون سبب طبي آخر واضح فيجب التنبه إلى بداية أعراض الزهايمر.