استوقفتنا قصة خلدون سنجاب المعاق النابغة الذي ذاع صيته على شبكة الإنترنت بعد اللقاء الذي قام به برنامج صناع الحياة معه منذ ما يقارب السنة هذا اللقاء موجود على شكل ملف فيديو في موقع الأستاذ عمرو خالد و تحديدا في الحلقة الثانية من البرنامج. فخلدون شاب سوري من أسرة مثقفة والده يعمل بالتجارة ووالدته معيدة في الجامعة قسم الرياضيات. اهتم بالكمبيوتر منذ صغره، و بدأها بشكل فعلي في الصف الثاني الثانوي بتشجيع من والدته، فدخل دورات ودروساً خاصة في هذا المجال، وعندما استوعب العمل البرمجي اعتمد في الدراسة على المراجع الانكليزية لان الترجمة العربية لمصطلحات الكمبيوتر غير دقيقة، وفي خريف عام 1994 تحول هذا الشاب النشيط الى إنسان طريح الفراش، مشلولاً لا يقوى على التقاط أنفاسه. فأثناء رحلة بحرية قام خلدون بالقفز الى البحر، لكنه اخطأ تقدير المسافة فارتطم رأسه بصخرة وكسرت الفقرة الثانية من عموده الفقري، مما أدى الى ضغط حبل النخاع الشوكي فشلت أطرافه كلها وعضلات جذعه وبطنه، بما فيها عضلة الحجاب الحاجز التي تحرك التنفس. الحادث بالنسبة لخلدون لم يكن نهاية المطاف بل كان بمنزلة ولادة جديدة فإرادته القوية دفعته الى تركيز جهده على مجال من أصعب مجالات العمل الذهني و هو برمجة الكمبيوتر، فالبرمجة كما يقول: تشبه التأليف الى حد كبير وتعتمد على المنطق الذي يحب. فأتقن لغة البيسك وبعد الحادث تعلم لغة C++ و باستخدام هذه اللغة صمم برامج عديدة مثل قواعد البيانات وبرامج ثلاثية الأبعاد تستخدم لتحريك شخصية كرتونية تقدم تلفزيونياً على الهواء مباشرة بالإضافة الى برنامج خاص بمعالجة الصور. أما الآن فيعمل خلدون في شركة خاصة بالإنتاج الفني في قناة فضائية مختصة ببرامج الأطفال و يعطي دروساً في البرمجة و يعمل على ترجمة كتباً للبرمجيات حيث ترجم كتابين الأول عن برمجة تطبيقات الويندوز باستخدام C++ والثاني عن رسوم الزمن الحقيقي الثلاثية الأبعاد في لغة C++ أيضا. أما لو تساءلتم كيف يتعامل خلدون مع جهاز الكمبيوتر و هو مشلول كليا فهو من خلال أزرار معينة في لوحة التحكم يحركها خلدون عن طريق فأرة خاصة تتحرك بوساطة اللسان والشفة والفك السفلي تحملها سماعات قوية وفيها زر اعادة اقلاع للكمبيوتر عدلها له صديقه الدكتور نسيم رتيب ليلاءم وضعه عندما يتوقف جهازه عن العمل. لنتأمل قصة هذا الشاب الطموح و نسأل أنفسنا ماذا ينقصنا لنصبح مثل خلدون و نحن قد أنعم الله علينا بنعمة من أعظم النعم ألا و هي السلامة في الأبدان .. هل يلزمنا أن نمر باختبار إلهي حتى تتفجر طاقاتنا؟؟ و أخيرا السؤال التالي نوجهه لشباب اليوم .. أين أنتم من خلدون؟!! [email protected]