لم أعد أسمي ما يحدث في كأس العالم مفاجأة ولم استغرب خروج أسبانيا وأنكلترا من دوري المجموعات فكل منتخبات العالم عرفت كيف تلعب كرة القدم بل أصبحت المنتخبات التي لا تملك تاريخا كرويا عريقا تقارع وتسيطر على منتخبات لها باع طويل في عالم المستطيلة، كرة القدم لا تحتاج إلى أموال طائلة ولا مدربين عالميين عليك فقط أن تبحث عن نجوم مبدعين ربما تجدهم يلعبون حفاة في أحياء فقيرة فما عليكم سوى أن تضيف عليهم أساسيات اللاعب الضرورية من اللياقة البدنية وتدربهم على التكتيك الجماعي ثم تختار 11 لاعبا يدخلون إلى أرض الملعب وكلهم عزيمة وأصرار وثقة أنهم قادرون على هزيمة أي منتخب يواجهونه مهما كانت قوته ومهما كان مدججا بالنجوم فحين يلتحم 11 لاعبا داخل الملعب سيكونون سجناً لنجوم الفريق المقابل لا يستطيعون الخروج منه مهما بذلوا من جهد هذا باختصار ما فعلته منتخبات القارة الأمريكية الشمالية والجنوبية فاستحقوا بالفعل أن يكونوا هم العصا السحرية التي أضافت لكأس العالم حلاوة لم نكن نعهدها من قبل، في بطولة كأس العالم في الماضي كانت الفرق المترشحة للتأهل في العادة لا يفصلها سوى 90 دقيقة يحرزون كماً هائلاً من الأهداف أمام المنتخبات الضعيفة لتضمن التأهل، ولكن كأس العالم بالبرازيل كان مختلفاً اذ بدأ الكبار يتساقطون وبنتائج كبيرة ولا زلنا نتمنى خروج جميع المنتخبات المرشحة تتابعا وأن نشهد نهائيا يكون مستحيل التوقع بين منتخبين لم يرشحهم أحد حتى تستمر نكهة الغرابة التي تحدث في كأس العالم، كنا نتمنى منتخب البوسنة يفوز بكأس العالم ولكن الوحوش الأفريقية حطمت طموحاتنا وأخرجت المنتخب الأروع في اللعب الجماعي ولا ننسى تمنياتنا بالتوفيق لمنتخب الجزائر، لا نخفي حسرتنا وحزننا حينما نرى منتخبات كتشيلي وكوستاريكا وغانا تواجه منتخبات عالمية يلعبون ضدها وهم يبحثون عن الفوز، نتذكر المنتخب السعودي الذي لا نحلم أنه سيحقق كأس العالم بل نتمنى ان نستطيع مواجهة ليس ألمانيا والبرازيل بل أستراليا واليابان وننهي المباراة بخسارة مقبولة.