شارك وفد من مجلس الشورى الشعب البوسني إحياءه الذكرى السنوية التاسعة عشرة لمذبحة سربرينتشا التي ارتكبتها القوات الصربية عام 1995، وذهب ضحيتها نحو 8 آلاف من أبناء المسلمين البوسنيين ونزوح عشرات الآلاف من المدنيين، واعتبرت حينها من أفظع المجازر الجماعية التي شهدتها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وضم وفد مجلس الشورى الذي شارك في الحفل الذي أقيم في العاصمة البوسنية سراييفو يوم الجمعة الماضية عضو المجلس رئيس لجنة الصداقة البرلمانية السعودية - البوسنية الدكتور عبدالله بن حمود الحربي، وعضو مجلس الشورى الدكتور عبدالعزيز بن تركي العطيشان. والتفى وفد المجلس على هامش الحفل رئيس العلماء ومفتي المشيخة الإسلامية في البوسنة الشيخ حسين كفاسفينش. وعمدة مدنية سبربرينتشا السيد كامل دورا كوقيتش، ورئيسة جمعية أمهات ضحايا مدينة سربرينتشا السيدة منيرة سوباتشتش. وأكد عضو المجلس الدكتور عبدالله الحربي خلال اللقاءات التي تمت على حدة وقوف المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – يحفظه الله – إلى جانب الشعب البوسني، وتضامنها مع أهالي ضحايا المجزرة الصربية، وتقديم العون والمساعدات لهم. معيداً الأذهان إلى الدور التاريخي للمملكة في دعم ومساندة الشعب البوسني للدفاع عن نفسه ضد العدوان الصربي في العقد الأخير من القرن الماضي، ودعمها وتأييدها للبوسنة والهرسك واحترام سيادتها ووحدة أراضيها. من جهتهم عبّر رئيس العلماء ومفتي المشيخة الإسلامية، وعمدة مدينة سربرينتشا، ورئيسة جمعية أمهات ضحايا مدينة سيربينتشا عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين ولحكومته الرشيدة على وقوف المملكة إلى جانب الشعب البوسني بصفة عامة وأهالي ضحايا مجزرة سربرينتشا، وتضامنها معهم، وتقديم المساعدات لجمعية أمهات الضحايا. كما عبروا عن تقديرهم لقرار حكومة خادم الحرمين الشريفين تقديم دعم مادي لمشروع إعادة توطين السكان النازحين المسلمين وكذلك تمويل المملكة مشروع تجهيز مكتبة المركز التذكاري لسيربينيتسا والتي ستخدم عملية توثيق تاريخ هذه الجريمة البشعة. وثمنوا مشاركة المملكة ممثلة في مجلس الشورى في الذكرى السنوية لضحايا مجزرة سربرينتشا، التي تجسد مواقف المملكة الإنسانية تجاه أبناء الشعوب الإسلامية، ومساندتها لهم ومواساتهم، وتقديم العون لهم ومساعدتهم على تجاوز آلامهم ومآسيهم. في ذات السياق أشار سفير خادم الحرمين الشريفين لدى البوسنة والهرسك الأستاذ عيد بن محمد الثقفي إلى أن هذه المناسبة السنوية التي تقام في الحادي عشر من شهر يوليو من كل عام تشهد مشاركة ممثلي المجتمع الدولي والمهتمين بحقوق الإنسان الشعب البوسني وأهالي ضحايا مجزرة الإبادة الجماعية تخليداً لذلك اليوم المشؤوم والحزين الذي سيق فيه مابين ثمانية الاف إلى عشرة آلاف رجل وطفل بوسني مسلم بتاريخ 11/7/1995 إلى أسوأ مجزرة وإبادة شهدتها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. كما يتم في هذه المناسبة دفن رفات من يتم التعرف عليهم من أولئك الضحايا الذين حاول المعتدون الصرب إخفاء جثثهم عبر توزيعها على مقابر سرية. وأضاف السفير الثقفي في تصريح صحفي أن مشاركة المملكة الشعب البوسني الذكرى السنوية الأليمة تأكيد لدورها الريادي في دعم التضامن الإسلامي، وتضامنها مع شعب البوسنة والهرسك وأسر الضحايا، وتجديد تضامنها مع أهالي الضحايا. وبين أن مشاركة المملكة لقيت تقدير الجمعيات الممثلة لأسر الضحايا ومشيراً إلى الدور التاريخي للمملكة في دعم استقلال البوسنة والهرسك إبان العدوان الصربي عليها في تسعينات القرن الماضي الذي طالبت خلاله المجتمع الدولي والقوى الكبرى بتمكين الشعب البوسني من الدفاع عن نفسه، وحذرت آنذاك من استمرار حصار وتجويع الشعب البوسني المسلم المحاصر في مدنه وفي ما يسمى بالجيوب الآمنة تحت حراسة الأممالمتحدة، إلا أن تباطؤ المجتمع الدولي آنذاك قاد إلى جريمة الإبادة الجماعية في سيربينتسا.