قال أبو الطيب في رجلين طاردا جرذاً فقتلاه: (لقد أصبح الجرذ المستغير أسيرَ المنايا صريع العطب كلا الرجلين اتّلا قتله فأيكما غلّ حُر السلب وأيكما كان من خلفه فإن به عضة في الذنب! فالبيت الأخير من فن الكاريكاتير، يصور رجلاً منبطحاً على بطنه ليعض الجرذ الهارب.. والبيت الذي قبله فيه سخرية مكبرة فمن يسلب جرذاً؟ وماذا يكون المسلوب؟ ضعف الطالب والمطلوب! ويقول في كافور الاخشيدي: يستخشن الخز حين يلمسه وكان يُبرى بظفره القلم فعجز البيت، بمفارقة المعنى في صدره، من أعجب الكاريكاتير.. وقوله في كافور نفسه: أريك الرضا لو أخفت النفس خافيا وما أنا عن نفسي ولا عنك راضيا أميْناً وإخلافاً وغدراً وخسة وجبناً أشخصاً لُحت لي أم مخازيا تظن ابتساماتي رجاءً وغبطة وما أنا الا ضاحك من رجائيا وتعجبني رجلاك في النعل إنني رأيتك ذا نعل إذا كنت حافيا! ويذكرني تخييط كعبك شقّه ومشيك في ثوب من الزيت عاريا! ومثلك يؤتى من بلاد بعيدة ليُضحك ربات الحداد (البواكيا)! خَلْق الله حسنٌ أيها المتنبى!