يحتاج المنتخب الأرجنتيني إلى تألق ولمعان نجمه ليونيل ميسي أكثر من أي وقت مضى عندما يلاقي هولندا. تألق ميسي منذ بداية المونديال وتدين له الأرجنتين كثيرا ببلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 1990 بعدما ابلى البلاء الحسن وبنسب متفاوتة منذ انطلاق العرس العالمي، فسجل 4 اهداف حاسمة في المباريات الثلاث الأولى وقاد "لا البيسيليستي" الى الدور الثاني، وصنع تمريرة هدف الفوز على سويسرا في الدور ثمن النهائي، وخطف الكرة في منتصف الملعب من البلجيكيين ومررها الى انخل دي ماريا قبل ان تصل الى غونزالو هيغواين الذي سجل منها هدف الفوز والتأهل الى دور الأربعة. كل ما قدمه "البعوضة" في المباريات السابقة قد يذهب سدى في حال فشل الأرجنتين في بلوغ المباراة النهائية على الأقل علما بأن تاريخ "لا البيسيليستي" في العرس العالمي يشهد على انه كلما تخطى الدور ربع النهائي يصل المباراة النهائية. من هنا تكمن أهمية مواجهة هولندا كونها ستكون الاختبار الحقيقي الثاني لرجال المدرب اليخاندرو سابيلا في النسخة الحالية، ان لم يكن الأهم بالنظر الى العروض الرائعة التي يقدمها المنتخب البرتقالي وصيف بطل النسخة الأخيرة منذ بداية المونديال البرازيلي وقوته الهجومية الضاربة وترسانته المدججة بالنجوم ابرزها الجناح الطائر اريين روبن وروبن فان بيرسي وويسلي سنايدر. اما الأرجنتين، فتدخل الى المواجهة في غياب ابرز اسلحتها الهجومية مهاجم ريال مدريد الإسباني انخل دي ماريا الذي تعرض للإصابة امام بلجيكا في ربع النهائي، بالإضافة الى الشكوك التي تحوم حول عودة مهاجم مانشستر سيتي الإنكليزي سيرخيو كون اغويرو الذي غاب عن المباراتين الأخيرتين بسبب الإصابة ايضا. وشكلت اصابة دي ماريا ضربة قاسية لامال الأرجنتينيين خاصة وانه كان احد ابرز المتألقين في التشكيلة منذ بداية المونديال وسجل هدف الفوز على سويسرا. كما ان اصابة اغويرو أثرت على الترسانة الهجومية للأرجنتين اذا ما علمنا ان بلد ال 40 مليون نسمة دخل العرس العالمي مرشحا للظفر باللقب بفضل رباعيها الهجومي المرعب: ميسي، دي ماريا، اغويرو، هيغواين. كل هذه العوامل، ترفع من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق ميسي وترفع الآمال المعلقة عليه لحمل منتخب بلاده الى احراز اللقب العالمي على غرار "قدوته" دييغو ارماندو مارادونا الذي ساهم بشكل بارز في احراز بلاده للقب الثاني والأخير في تاريخه حتى الآن. ويرضخ ميسي تحت ضغوطات كبيرة منذ عام 2009 وتألقه المبهر مع برشلونة حيث احرز جميع الألقاب الممكنة (سداسية تاريخية موسم 2008-2009)، ويطالبه الأرجنتينيون بالتألق كذلك مع منتخب بلاده واعادته الى سكة الألقاب خاصة وان الكأس العالمية الوحيدة التي تنقص خزائنه المرصعة بالكؤوس. فهل سينجح ميسي في قيادة الأرجنتين الى اللقب الثالث؟ وليصبح مارادونا عام 2014، يتعين على ميسي ان يخرج أفضل ما في جعبته وتحديدا.. اليوم.