بسبب اللياقة البدنية والحارس المتألق مانويل نوير تمكنت المانيا فقط من تخطي عقبة الجزائر 2-1 بصعوبة بعد وقت اضافي لتصعد الى دور الثمانية في كأس العالم لكرة القدم بعدما ارتكبت كل الأخطاء الممكنة طوال 90 دقيقة. ومما لا شك فيه ان مدرب المانيا يواكيم لوف لن يحتفل بشكل صاخب بعد اللقاء مع عودته سريعا لاعادة ترتيب أوراق فريقه قبل مواجهة فرنسا في دور الثمانية اذا أراد الاستمرار في اثبات أحقيته بالوجود ضمن المرشحين للقب في البرازيل. وحاول لوف تجربة الدفع بقلبي دفاع في مركز الظهيرين لكن هذا لم يمنح الفريق التفوق المطلوب وهو ما تسبب في تراجع سرعة المانيا في مواجهة الجزائر التي ضغطت بقوة منذ البداية. ويلعب بنيديكت هوفيديس وجيروم بواتنج كقلبي دفاع في الأصل ولم يتمكنا كما هو متوقع من اللعب بسرعة وصناعة الفرص من الجانبين. كما واصل لوف الاستعانة بفيليب لام قائد المنتخب في مركز لاعب الوسط المدافع مثلما كان يفعل منذ مارس اذار الماضي. وربما نجح هذا الأمر في مواجهات ودية قبل البطولة أمام الكاميرون وبولندا لكن بعدما قرر لوف اعادة لام الى مركزه الأصلي كظهير أيمن في الشوط الثاني تمكنت المانيا أخيرا من تقديم طريقتها المعتادة في اللعب بسرعة. وقال بير مرتساكر قلب دفاع المانيا: "لا يهمني على الاطلاق كيف فزنا. الشيء المهم اننا فازنا واننا في دور الثمانية وهذا هو المهم." وأضاف "هل تعتقدون ان هذه فرقة في سيرك؟ كافحنا بقوة حتى النهاية." ومع غياب مهاجم صريح في تشكيلة المانيا فشل ماريو جوتسه ومسعود اوزيل وتوماس مولر في استغلال الفرص العديدة التي أتيحت للفريق في الوقت الأصلي. ورغم وجود ميروسلاف كلوسه الذي يملك 15 هدفا في نهائيات كأس العالم ضمن تشكيلة المانيا الا ان لوف قرر الابقاء على المهاجم الصريح الوحيد في فريقه على مقاعد البدلاء. والمنتخب الحالي لفرنسا ليس نفس الفريق الذي نال لقب كأس العالم في 1998 أو الذي صعد الى النهائي عام 2006 بعدما تأهل للبطولة الحالية بصعوبة. ورغم الفوز 2-صفر بصعوبة على نيجيريا فانه من المفترض ان تمثل فرنسا اختبارا أصعب من الجزائرلالمانيا في الدور التالي. ولن يكون من المفاجئ ان يجلس اوزيل على مقاعد البدلاء في اللقاء المقبل رغم انه سجل الهدف الثاني في مرمى الجزائر. وسيتطلع اندريه شورله صاحب الهدف الأول لالمانيا للمشاركة منذ البداية أمام فرنسا بعدما أضاف سرعة كان يفتقدها الفريق عند نزوله في الشوط الثاني. لكن من المفترض الا يشعر لوف بأي قلق يتعلق بمركز حراسة المرمى بعدما قدم مانويل نوير عرضا رائعا في مواجهة الجزائر بل وساعد الفريق في أوقات عديدة على شن هجمات مرتدة سريعة. ونجح نوير كثيرا في التفوق على ثنائي هجوم الجزائر المكون من سفيان فغولي واسلام سليماني في أوقات عانى فيه دفاع فريقه من صعوبات وأضاف ثقة كانت المانيا بحاجة اليها في خط الظهر. وبفضل اللياقة البدنية العالية للاعبي المانيا في الوقت الاضافي تمكن الفريق من تسجيل هدفين والفوز لأول مرة على الجزائر في تاريخ مواجهات المنتخبين.