إلى متى وعشرات الأطنان من الأوراق الدعائية والمطويات الإعلانية تبذر في شوارعنا وطرقاتنا وتقتحم خصوصيتنا لتحشر في أبواب منازلنا ويُعهد بها إلى افراد من الجنسيات الوافدة لتبثها كيفما اتفق على سياراتنا وفي مختلف الأنحاء. إن هذه الظاهرة وعلاوةً لما لها من أثر سلبي على نظافة المدن والأحياء فهي تحمل في طياتها بعداً أمنياً يؤكد أن المنزل الذي لا تظل معلقة على أبوابه يعني أن اصحابه في إجازة أو في غفلة عنه مما يجعله هدف سائغاً للسرقة وخاصة في ظل شيوع هذه الظاهرة خلال مواسم الإجازات، كما ان هناك بعداً اقتصادياً استفزازياً استهلاكياً يغري بالشراء والطلب من هذه المطاعم والمحلات التجارية . إلى متى ننظر إلى مثل هذه الظواهر بصمت دون ابتكار وعلاج ونساهم في تراكم المشاكل و السلبيات بدلاً من إيجاد حلول حضارية و عصرية مناسبة لمثل هذه الثقافة الاستهلاكية والإعلانات على أبواب المنازل وزجاج المركبات وخاصة للمنتجات الرديئة؟! . أرى أن تتبنى الامانات والبلديات منع توزيع المطويات والملصقات والإعلانات الدعائية بهذه العبثية، وتخصص لوحات إعلانية ترويجية داخل الأحياء وفي أركان الشوارع والمنعطفات وفي ساحات الحي وجوار المساجد وتسلم لشركات تنافسية تتولى تشغيلها بمراقبة الامانات والبلديات تحتوي هذه اللوحات على مضامين المنشورات والمطويات ليتم ضبط عملية الاوراق الدعائية، ومخالفة أي منشأة يثبت توزيعها لهذه المطويات على السيارات وعلى الابواب وفي الاماكن العامة. إن خطوة مثل هذه كفيلة بأن تضيف لمسةً حضاريه لشوارعنا وأحيائنا وتعطي مجالاً إعلانياً ترويجياً عصرياً وتساهم في النظافة العامة وتحافظ على الخصوصية وتقطع الطريق على ضعفاء النفوس من السراقِ ومروجي البضائع المقلدة والتحايل على المستهلك بهذه الأساليب، والله من وراء القصد.