قرائي الأعزاء ومتابعي ما أكتب، أدرك تمام الإدراك أنني لست أول من يكتب حول هذا الموضوع ولن أكون آخر من يناقشه، لكنها لبنة تضاف إلى لبنات أخرى، ونقطة تنضم إلى نهر جار من التنبيه والمعالجة. الموضوع يا سادة له جانبان أحدهما أمني.. والآخر بيئي وأنا هنا أقصد التوزيع العبثي لأكوام هائلة من الأوراق الدعائية والمطويات والنشرات الترويجية والصحف التسويقية الإعلانية التي يتم توزيعها ونشرها من دون أدنى ضابط أو أي تنظيم. فنحن نرى جيوشاً من العمالة ينقلون أطناناً من الأوراق الدعائية في أحيائنا وبين بيوتنا وأسواقنا يرمونها كيفما اتفق يدسونها تحت عتبات الأبواب (يدحشونها) في سياراتنا، أحدهم وضع عليها حجر على (كبوت) السيارة رأيته ذات يوم من الأيام لكن هاتفي الجوال خذلني عند رغبتي توثيق المشهد، كم من جرائم السرقة حدثت من خلال قياس ورصد وجود أصحاب المنازل المعلق بأبوابها أكياس الدعايات والصحف الإعلانية، وهي بمقدور أفراد عمال النظافة جمع هذه الأوراق المتطايرة ولمها في شوارعنا وأحيائنا مع موجات الهواء والغبار، فضلاً عن ما تحمل هذه المطويات من مضامين الله بها عليم من الغش والغداع والتضليل بهدف التسويق والبيع مهما كان الثمن وليس هذا محور حديثي الساعة وإن كان له وقفة قادمة. أنا هنا أناشد مقام وزارة الداخلية أن تدرس هذه الظاهرة وبعدها الأمني وتوجد لها الضوابط والجزاءات والغرامات الرادعة، كما أتوجه إلى أمانة الرياض العاصة بدراسة الوضع بيئياً الناتج عن هذه الأطنان من المخلفات الدعائية والبحث عن حلول عصرية كالوحات الإعلانية على شكل أعمال جمالية تنتشر في داخل الأحياء وتؤجر بتكلفة يسيرة للمعلنين لكنها تمنع عشوائية توزيع الأوراق الترويجية. نعم الموضوع قد يكون بسيطاً للوهلة الأولى لكنه أعمق من وجهيه الأمني والبيئي.. ومعظم النار من مستصغر الشرر.