أحد أكبر رجال الأعمال بالمملكة ممن يملكون "أسواقاً مركزية غذائية" قال لي مرة بحوار "نحن السعوديين نشتري بأعيننا وليس بغيرها" ماذا يعني ذلك؟ أننا نملأ سفرة الطعام بمختلف الأصناف والأنواع ولكن ماذا يحدث بعدها؟؟ 40% على الأقل "وفق دراسات وإحصاء" يذهب إلى صندوق القمامة. رمضان شهر خير وبركة وعبادة وصيام، ماذا يحدث به قبل وخلال الأيام الأولى؟؟ حالة استنفار أسرية كبيرة وزحام "للشراء" احتياجات رمضانية، ولا أعرف ماهو سر الاختلاف عن أي شهر "غذائياً" ؟؟!! لست بصدد أطالب بمنع وحظر وحجر أبداً، ولكن ما يقلق ويجب أن نتوقف عنده حالة "الهدر" الضخمة والشراء المستعر مما يرفع الأسعار ونصبح كأننا بحالة طوارئ بعمليات الشراء، وهي لا يبررها أي شيء. مشتريات رمضان الاستهلاكية تقدرها الدراسات بقيمة 25 مليار ريال "ميزانية إحدى الدول المجاورة" ولعدد سكان "كسعوديين" لا يصل إلى 21 مليونا يعني نصيب الفرد "1,190 ريالا" رقم كبير باعتبار الشخص الواحد وهو غذاء أكل وشرب فقط. ماذا عن النمط الاستهلاكي للوجبات السريعة، هل لدينا إحصاء؟ ليس دقيقاً ولكن ما لا يقل عن 50% يلجأ للمطاعم وفق دراسات لا أعرف دقتها ولكن برأيي أنها لن تقل عن 50% لماذا المطاعم بهذه النسبة تستهلك؟؟ ماذا عن السفر والحجز بآخر اللحظات كأي نمط استهلاكي ؟! نأتي متأخرين فيصبح الحجز مكلفا وتبعات مالية كبيرة. بداية العام الدراسي ماذا يحدث؟ حالة استنفار وشراء محموم وكأن العام الدراسي أعلن عنه بالأمس أو يجب ان اشتري اليوم تحديداً؟ الأرز وهو الوجبة الرئيسية لدينا، تاجر معروف للأرز قدر "بحواري معه" أن المواطن يستهلك كيس رز واحدا أي 50 كيلو بالسنة، ولكن المفاجئ أن الأرز المطبوخ لدينا 40% يكب بالنفايات ولا يستهلك لأسباب كثيرة ابرزها المناسبات والمباهاة لا غيرها، ماذا بعد عن سلوكنا الاستهلاكي؟ كم جوالاً معك؟ كم تلفزيوناً ببيتك؟ كم وكم وهكذا.. ماذا يحدث؟؟!! برأيي الشخصي نحتاج أن نفهم أن قيمة "الإنسان" ليس بقدر ما يستهلك أو يظهر بل يعمل على شيء واحد فقط برأيي "اشتر ما تحتاج فقط" واعمل على تخصيص ميزانيتك وفق احتياجك، سواء كان رمضان أو مدارس أو غيرها وتعلم مسألة "الشراء المبكر" لأي شيء، ولا تقبل على سلعة تحديداً فالبدائل كثيرة في كل شيء لا تصر على اسم ونوع جرّب فقط ستكتشف الكثير، السلوك الاستهلاكي الرشيد أن تضع ريالك بما تحتاج، وأن لا يهدر من طعامك إلا 1أو 2% فقط وتكون خارجة عن إرادتك، الكرم والرجولة والتميز بمجتمعك لا يأتي بالهدر والصرف أبداً، بل هي ضد شريعتنا الإسلامية وحديث الرسول الكريم "لا تسرف وإن كنت على نهر جار" وقوله سبحانة وتعالي " وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا" يكفي أن نتبع قول الله سبحانة ورسولنا الكريم. لنكون هادئين وعقلانيين وغير متسرعين ولا نترك كل شيء للحظة الأخيرة، حتى لا نشكو كل مرة عن الأسعار والزحام والسلع وغيره فالسبب أولاً يبدأ منك.