دشن البنك الإسلامي للتنمية منصة تواصل لربط البنك والدول الأعضاء والمؤسسات العاملة في قطاع الابتكار لاستقطاب عددٍ من قصص الابتكار وتكرارها على نطاق أكبر، أوضح ذلك مدير إدارة المعرفة وبرنامج الابتكار الخاص بالبنك الدكتور عثمان محجوب الفيل، خلال منتدى البنك الإسلامي للتنمية للابتكار الذي عقد اليوم على هامش الاجتماع السنوي التاسع والثلاثين لمجلس محافظي البنك تحت عنوان «تهيئة البيئة المشجعة للابتكار في الاقتصادات النامية»، بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس البنك، وركز منتدى الابتكار على كيفية تهيئة بيئة فعالة مشجعة للابتكار عبر الدول أو المجتمعات يمكنها أن تغذي استحداث أفكار ومنتجات وحلول طويلة الأجل لإضافة قيمة إلى الاقتصاد، كما سلط الضوء على عددٍ من القضايا الرئيسية المختلفة، مثل تمويل الابتكار وأدوار أصحاب المصلحة الرئيسيين من القطاعين العام والخاص، والمجتمع المدني، ومن مؤسسات التنمية العالمية، وذلك لضمان نجاح أجندة الابتكار إضافة إلى العوامل الأساسية التي تقود إلى نظام إيكولوجي مبتكر، والاستفادة من تجارب البلدان الأعضاء بالبنك، واعتماد الابتكار من أجل خلق القيمة، واستعرض المنتدى كذلك حالة الابتكار في كوريا والعوامل الرئيسية التي ساهمت في نجاحها، إلى جانب الدروس المستفادة من أفضل الممارسات العالمية في قيادة النظام الإيكولوجي الابتكار المثالي. و أدار جلسات المنتدى مدير التخطيط الإستراتيجي بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ماريا دوغلاس بمشاركة خمسة متحدثين رئيسيين، هم الرئيس التنفيذي بالإنابة للمؤسسة الماليزية للابتكار آزف بن داتو مصطفى، ونائب الرئيس التنفيذي للمجلس الوطني الأوغندي للعلم والتكنولوجيا ماكسويل أوتيم أونابا، ومساعدة زمالة بحثية بالمعهد الكوري لتخطيط وتقييم العلم والتكنولوجيا هاينغ أ. سيو، ونائب الشؤون الدولية وتبادل التكنولوجيا، ومكتب نائب رئيس الجمهورية للعلم والتكنولوجيا في جمهورية إيران الإسلامية علي مرتضى بيرانغ، وأستاذ الأبحاث المشارك ومدير معهد الابتكار والتنمية الصناعية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور خالد الدكان. وشهد المنتدى مشاركة العديد من ممثلي الدول الأعضاء، بمن فيهم ممثلي جهات حكومية وشخصيات صناعية رائدة، كما حظي بزيارة مجموعة من أساتذة وطلاب الجامعات. و ناقشت الجلسات الابتكارات التحويلية وأهم التحديات التي تواجه جهود تعزيز الابتكار والنظم الإيكولوجية الديناميكية في الإقتصادات النامية، وشملت المناقشات ضمان استدامة التمويل في هذا المجال من جهة، والنمو الاقتصادي والعمالة من جهة أخرى، وأوضح الرئيس التنفيذي بالإنابة للمؤسسة الماليزية للابتكار آزف مصطفى أن الابتكار يعد عنصراً حاسماً، ومفتاحاً لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، فيما شكل المنتدى فرصة سانحة لتسليط الضوء على طبيعة عمل المؤسسة الماليزية للابتكار والجمهور الواسع الذي يستفيد من خدماتها. من جانبه أكد خالد الدكان أن المنتدى يشكل منصة جيدة لترويج الأفكار ومناقشتها مع شخصيات من خلفيات مختلفة وساعد في التعرف على إنجازات المؤسسات، وتأسيس قنوات اتصال لتتمكن من تبادل الخبرات بينها. من جهته قال مهند أبودية أحد المتحدثين الضيوف والرئيس التنفيذي لشركة اسطرلاب إن منتدى الابتكار منحنا فرصة هامة لتشارك إجراءات العمل وتوعية الجميع بأهمية تثقيف المبتكرين قبل تقديم يد المساعدة لهم، وبالدعم المقدم من قبل البنك الإسلامي للتنمية، معربا عن تطلعه استحداث منصة لتثقيف المبتكرين. من جانب آخر اصدر مجلس محافظي البنك الإٍسلامي للتنمية عدداً من القرارات الهامة، من أبرزها ما يتعلق بالاستراتيجية العشرية المقترحة للسنوات العشر القادمة، والتي وردت ضمن تقرير أعده البنك بالتعاون مع أحد المكاتب الاستشارية العالمية المتخصصة حول تقييم نشاط مجموعة البنك خلال الأربعة عقود الماضية، أعرب مجلس المحافظين عن رضاه بما أنجزته مجموعة البنك، ووافق المجلس على الاستراتيجية العشرية المقترحة للمجموعة للسنوات العشر القادمة، وأوصى المجلس بضرورة وضع استراتيجية تفصيلية ذات خطط عمل تنفيذية وآليات تفصيلية وجداول زمنية محددة، وضرورة تقديم تقارير متابعة دورية لمجلس المحافظين عن التقدم المحرز في تنفيذ هذه الاستراتيجية. كما حث المجلس الكيانات التابعة لمجموعة البنك من أجل وضع استراتيجيات تفصيلية متكاملة ذات خطط عمل تنفيذية مفصلة وجداول زمنية محددة، مسترشدة في ذلك بإطار الاستراتيجية العشرية. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الختامي لاجتماع مجلس محافظي البنك الاسلامي للتنمية الذي حضره الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية والدكتور أحمد محمد علي، رئيس مجموعة البنك الاسلامي للتنمية . وأعرب المجلس عن أسمى آيات الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، يحفظه الله، ملك المملكة العربية السعودية، ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء،وزير الدفاع، ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، ولحكومة وشعب المملكة العربية السعودية لكرم الضيافة وحسن الاستقبال والترتيبات الممتازة التي حظيت بها الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية. كما وافق مجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية بالإجماع على إعادة انتخاب الدكتور أحمد محمد علي، رئيسا للبنك مدة خمس سنوات تبدأ من اليوم التالي لانتهاء مدة رئاسته الحالية. كما عقد المجلس الأعلى لصندوقي الأقصى والقدس اجتماعاً برئاسة محمد جلاب، وزير المالية بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وقد حث المجلس الدول الأعضاء المساهمة في الصندوقين على زيادة مساهماتها في موارد الصندوقين، وناشد الدول العربية سرعة تسديد المبالغ التي التزمت بتقديمها لدعم موارد الصندوقين، وهما اللذان قررت إنشاءهما القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة في أكتوبر عام 2000م، على اعتبار أن دعم هذين الصندوقين يمثل تعزيزاً ودعماً لصمود الشعب الفلسطيني، وتخفيفاً للآثار الناجمة عن ممارسات الاحتلال، وما يتعرض له السكان العزل يومياً من اجتياحات واعتقالات وتدمير للبنى التحتية. وأوضح رئيس المجلس الأعلى للصندوقين أنه قد تم في إطار المساعدات المقدمة من خلال الصندوقين حتى تاريخه، صرف نحو (922) مليون دولار أمريكي، أسهمت في بناء عشرات الآلاف من المساكن، وشق الطرق، وبناء وترميم المدارس، ومد خطوط المياه والكهرباء، وقدمت الرعاية الصحية والتعليمية لأشد الفئات تأثراً بالعدوان، وقام الصندوقان بإصلاح وترميم المستشفيات، واستصلاح الأراضي الزراعية، وتوفير مياه الري عن طريق الآبار، وطباعة ملايين الكتب المدرسية، إلى جانب تقديم المنح الدراسية لتمكين الطلبة والطالبات من مواصلة تعليمهم الجامعي. هذا بالإضافة إلى توفير القروض الحسنة اللازمة لإقامة المشروعات الصغيرة، ودعم موازنة السلطة الوطنية الفلسطينية.