عقدت أمس على هامش اجتماعات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية ندوة التعليم الثنائي اللغة، بحضور الدكتور بيراما سيديبي نائب رئيس مجموعة البنك لشؤون العمليات، وعدد من أصحاب الخبرة والمعرفة في مجال التعليم من دول أفريقيا. وأكد المجتمعون على أهمية التعليم الثنائي اللغة الذي يخصص له البنك مبلغ 21 مليار دولار سنوياً، باعتبار أن تعلم أكثر من لغة واحدة في سنٍ مبكرة يسهم بشكلٍ فاعلٍ في تلبية الكثير من الاحتياجات الحياتية وله أثر مباشر في تعزيز القدرة التنافسية على مستوى الفرد والمجتمع، مشددين على ضرورة توفير خدمة التعليم للجميع، خاصة للأطفال المستنكفين عن الدراسة بسبب البعد الجغرافي أو لأسباب صحية أو غير ذلك من التحديات التي تواجه المجتمع الأفريقي بشكلٍ عام. وأشار سيديبي إلى أن البنك الإسلامي للتنمية يولي قطاع التعليم أهمية قصوى، استناداً إلى المكانة الرفيعة التي يحظى بها في الإسلام، مبيناً أن رئيس مجموعة البنك الدكتور أحمد محمد علي وضع التعليم الشامل للجميع في مقدمة أولويات اعتباره عند تأسيس البنك، وخلال مسيرته على مدى أربعين عاماً، خصوصاً في البلدان الأفريقية الأقل نمواً، وأن البنك يعد إحدى المؤسسات النادرة التي تعنى بالتعليم الأساسي وتهتم بإشراك الجميع فيه، مع التركيز على الطبقات الفقيرة التي تشهد أكثر حالات الاستنكاف عن التعليم في المدارس. وقال سيديبي ان البنك حريص على تقديم خدمات التعليم النوعي لكافة المراحل الدراسية ولكلا الجنسين من خلال برامجه المختلفة، مشيرا إلى أن 80% من الأفراد المتعلمين لا يجيدون اللغات المتحدث بها عالمياً، ويتجلى هذا التحدي بوضوح في المجتمعات الريفية، بالإضافة إلى أن التعليم في أفريقيا لا يهيئ الطلاب والطالبات لكثير من المهن التي تحتاجها بلدانهم، ما يعني تفويت فرص التطوير والتنمية، وبخاصة في مجال التعليم الفني والتدريب المهني. وربط سيديبي بين النقص الحاصل في التعليم وحالات التطرف في أفريقيا التي تنتشر في أوساط غير المتعلمين الذين يبقون حبيسي ثقافاتهم الخاصة ولا ينفتحون على العالم، وبالتالي يكونون هدفاً سهلاً للجماعات المتطرفة، مؤكداً على أن البنك يعمل على تعزيز التعليم الشامل في المناطق المضطربة من أفريقيا، مشيدا بتجربة كل من تشاد والنيجر في هذا المجال، كما أن عشر ولايات في نيجيريا تقدمت بطلبات لدمجها رسمياً في برنامج التعليم الثانئي اللغة. من جهتها ذكرت عائشة باه ديالو الوزير السابق للتعليم قبل العالي والتعليم الاحترافي في جمهورية غينيا، والمساعد السابق لمدير عام التعليم في منظمة اليونيسكو، والمعنية ببرنامج التعليم الثنائي اللغة بتكليف مباشر من رئيس البنك، أن العام 2000م شهد إطلاق أول مبادرة في إطار البرنامج لاستهداف قرابة 57 مليون طفل لا يحصلون على التعليم في أفريقيا منهم 31 مليون طفلة، و49% من هؤلاء لم تطأ أقدامهم المدارس على الإطلاق.